Q ما حكم من أسبل ثوبه، ويستدل على جوازه بحديث أبي بكر بأنه لم يجره خيلاء؟
صلى الله عليه وسلم هذه الفتوى مرتزقة أصبحت كالفولاذ إذا وضعت في النار، مطروقة أو مستخدمة لأمور ونسبيات، ولو جعل الدين على الظروف والأحوال، لاهتزت قواعده وأصوله، ومدخل هذا الرجل الذي كتب هذا الكتاب موجود، وقد قال بعض أهل العلم وأسكت في وقته من أهل العلم جميعاً، لأنه سوف يفتح باباً على الفتيا وعلى النصوص الشرعية إلى أن تثلم، والرسول عليه الصلاة والسلام في الصحيح يقول: {إن الله لا ينظر إلى من جر ثوبه خيلاء، قال أبو بكر: يا رسول الله! إن إزاري يسترخي لولا أن أتعاهده، قال عليه الصلاة والسلام: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
وفي هذا الحديث ثلاث قضايا:
أولها: من الذي زكىَّ أبا بكر؟
ثانيها: ما هي السياقات والقرائن لهذا الحديث؟
ثالثها: من هو المزكىَّ؟
فأمّا من زكاه ومدحه وقال: إنه لا خيلاء فيه فإنه معلِّم الخير، الذي لا ينطق عن الهوى، المعصوم صلى الله عليه وسلم، ومن لنا بمثله يزكي كل مسبل في الشارع، كل ما أتى إنسان جاء على رأسه فيقول: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء.
الأمر الثاني: المزكى هو أبو بكر رضي الله عنه أصدق الناس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلصهم، فقد علم الرسول صلى الله عليه وسلم منه أنه في درجة عالية.
الأمر الثالث: أن أبا بكر قال: يرتخي إزاري، ما قال أرخيه عمداً، يذهب إلى الخياط، ويقول له: أطله قليلاً فإني لست أفعل ذلك خيلاء، أنت الذي فعل ذلك خيلاء، وأنت الذي أمر بهذا، أما أبو بكر فكان يرفع إزاره لكن الإزار يرتخي عليه، والإزار هو: أشبه شيء بالفوطة، أو بالشرشف الذي يلف ثم يحزم بخيط، كانوا يلبسون ذلك في المدينة كثيراً، والعرب تلبس ذلك، فربما يرتخي عنه فيتعاهده كثيراً، فوقت عدم التعاهد ليس من الإسبال لأنه يرتخي على غير رغبة منه، لكنه ما يتركه، وما قال عليه الصلاة والسلام: اتركه مسبلاً فإنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء، لكن في وقت ارتخائه لا تلام؛ لأنه على الرغم منك ولأنك صادق، والله يعلم إخلاصك وإنك لا تريد ذلك، وأما الذين يستدلون بذلك فليس لهم مزكي، وليست قلوبهم كقلب أبي بكر وظروفهم وأحوالهم واحتياطاتهم يعرف منها أنهم يريدون الإسبال حقيقة وما أسفل من الكعبين ففي النار.