الثاني: إظهار محاسن الإسلام للأمة، لا نأتي بالإسلام ونصفه فقط بجوانب وهي كمالية، بعض الناس إذا أراد أن يتحدث عن الإسلام يأتيك بالحدود، قطع يد السارق، ورجم الزاني، وجلد شارب الخمر، وهذا أمرٌ على العين والرأس، وبعض الناس إذا أراد أن يتحدث إلى النساء، يفتتح كلمته قال: السلام عليكن ورحمة الله وبركاته، يقول عليه الصلاة والسلام: {إنكن ناقصات عقل ودين}!
هذه بشرى للنساء!
هو من الأحاديث، لكن متى قال ذلك عليه الصلاة والسلام؟ أما قال في النساء شيئاً غير ذلك؟! أما قال يوم عرفة: الله الله في النساء! يوم المؤتمر العالمي، يوم أعلن حقوق المرأة من على عرفة أما قال: {الله الله في النساء! إنهن عوان عندكم}؟ أما قال: {خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي}؟ أما وقف مع المرأة؟! أما دافع عن حقوقها؟! أما احترمها؟! أما عاش معها أباً وزوجاً وأخاً وابناً؟! أما رزق من البنات أكثر من البنين؟! فلماذا إظهار الإسلام على هذه الصورة؟! إن العرض للإسلام لا بد أن يكون في إطار جميل حتى يقبله الناس، وتجد بعض الناس يأتي إلى مغاصات وإلى مغارات وهي موجودة في الدين، وهي كلها من الحب والعدل، وكلها من الحق نقبلها، لكنه يأتي عليها، فيجعلها كأنها إجحافات على البشر، بسوء عرضه، ولو أن نيته صحيحة في إظهار محاسن الدين، ومن محاسنه تحرير الإنسان، ومن محاسنه أن أفاض الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى على الإنسان بإنقاذه له من ردهات الرذيلة.
ومن محاسن وفضائل الإسلام أثر الإسلام على الكون، العدل في الإسلام، إيجاد حقوق المرأة، التآخي، الشورى والكرم في الإسلام، ورحمة الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا ذكر آية الرجاء ذكر آية الخوف، تجد مناهج بعض الناس أن خطب الجمعة عنده كلها خوف!! يتحدث عن سوء الخاتمة، لماذا لا يتحدث عن حسن الخاتمة؟ يتحدث في عذاب القبر، لماذا لا يتحدث عن نعيم القبر؟ يتحدث في النار عشر خطب، فأين الحديث عن الجنة؟ يتحدث في أخذ الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى للعصاة، ولماذا لا يتحدث عن رحمة الله للتائبين؟ منهج القرآن لا بد أن تأتي بخطبة من هنا، وخطبة من هنا، وأن تقرن بين الحق في نسق عجيب.
فوضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع الندى