من هدي السلف: أنهم يسألون عن الوقائع التي وقعت، ولا يتكلفون في السؤال عن مسائل لم تقع في الناس؛ لأن من اشتغل بمسائل لم تقع شغلته عن مسائل وقعت.
قال عمر كما في صحيح البخاري في كتاب الأدب: {نهينا عن التكلف} والتكلف: أن تتكلف السؤال عن شيء لم يقع؛ كما نسمع عن بعض طلبة العلم يتكلمون عن مسألة دوران الشمس حول الأرض، وفي أطفال المشركين وأهل الفترة، وفي أهل ألاسكا شمال غرب كندا كيف يصلون؟
وأهل القطبين، الذين الليل عندهم أربع ساعات، والنهار عشرون ساعة كيف يصلون؟
وإذا سألته عن نواقض الوضوء، فهو لا يعرف منها شيئاً! فهو يعيش في القطبين وألاسكا، ولكنه لا يعيش في الأحكام التي تنفعه.
وقد ذم الله سبحانه التكلف فقال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص:86].
وميزة الإسلام أنه دين ميسر، والقرآن يخاطب جمهور الناس، ويخاطب المجموعة الكلية.
فهل سمعت عجوزاً تشكو أنها لا تفهم القرآن؟
لا.
لأن هذه ميزة القرآن أنه سهل، وكذلك الشريعة عموماً قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17].
فوصيتي لإخواني ألاَّ يتكلفوا في مسائل لم تقع بعد، فينقطعوا عن مسائل وقعت لكنها لم تبحث إلى الآن.