خالد محمد خالد والاشتراكية

وبالمناسبة فإن الأستاذ خالد محمد خالد كان في أول عمره يؤمن ببعض النظريات الاشتراكية ويؤيدها، ويكتب في الصحف المصرية يرحب بها، وهو الذي قال في تأبين إستالين: طبت حياً وميتاً يا رفيق، يناديه لما مات في موسكو ونعاه في عمود كبير، والصحيفة موجودة ومحفوظة، يقول: طبت حياً وميتاً.

وهذه الكلمة قالها أبو بكر رضي الله عنه للرسول عليه الصلاة والسلام لما قبله.

وجوزيف إستالين؛ مجرم عدو لله الملحد الذي أباد الشعب الروسي، وسحق أبناءه بالحديد والنار، وهو صاحب مواهب خاصة أعني: خالد محمد خالد حصل على شهادة العالمية من جامع الأزهر في نهاية الأربعينيات بعد أن عاش سني دراسته في هيئة الأزهرية وكان عنده لحية في وجهه ولكن ذهبت:

لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار

وكان عنده جبة ولبس بعدها البنطلون، ولبس البنطلون جائز، لكنه تشكل بعد الأربعينيات، وكان عنده قميص وعمامة على رأسه ولكنه خلع العمامة فيما بعد ثم استبدلها بغيرها من الهيئة الإفرنجية الحديثة، وسمح بنشر مقابلة صحفية التي أجرتها معه مجلة الكواكب زينت بصورته وهو يراقص امرأة.

نسأل الله أن يحفظنا وإياه وأن يهديه.

ظهر على الساحة الأدبية عام (1949م) كأحد الكتاب اليساريين في كتابه " من هنا نبدأ " وقد رد عليه الكتاب المسلمون، وغضبوا لله وخرجوا بأقلامهم في صبيحة غداة في يوم واحد مشهود عند الله عزوجل من الانتصارات عليه وبكتوه.

وقد أحدث الكتاب ضجة في الأوساط الدينية والأدبية لجرأة الكاتب على القيم السائدة في الأزهر، وعلى علمائه، فصودر الكتاب من الأسواق وسحب، واتهم صاحبه بالكفر، ثم ما لبث الأستاذ خالد محمد خالد أن استصدر حكماً من المحكمة المصرية بالإفراج عن الكتاب من الكفر بدعوى حرية الفكر.

ثم أكثر من الكتابة وأصدر الكثير منها له كتاب " مواطنون لا رعايا " يعرض فيها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: {كلكم راع وكل مسئول عن رعيته} فقال: نحن مواطنون لسنا رعية، لأن الرعية عنده مثل الغنم، يقول: نحن مواطنون فقط لسنا بغنم.

والرسول صلى الله عليه وسلم لا يريد هذا، والذي أتى باحترام الإنسان هو الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي رفع قدره محمد صلى الله عليه وسلم.

وله " الديمقراطية أولاً " وله كتاب " الدين في خدمة الشعب " وله " الطوفان لكيلا تحرثوا في الأرض " ونشر مقالاً في جريدة قاهرية كبرى عام (1950م) أبّن فيه طاغية روسيا كما مر معنا بعنوان عريض قائلاً: طبت حياً وميتاً يا رفيق.

وعلى إثر هزيمة (1967م) التي يسمونها نكسة (1967م).

فأطفأت شهب الميراج أنجمنا وشمسنا وتحدت نارها الخطب

وقاتلت دوننا الأبواق صامدةً أما الرجال فماتوا ثم أو هربوا

هم يفرشون لجيش البغي أعينهم ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا

الحاكمون وواشنطن حكومتهم اللامعون وما شعوا وما غربوا

لهم شموخ المثنى ظاهراً ولهم هوى إلا بابك الخرمي ينتسب

وكانت الهزيمة أمام دولة اليهود وأمام العجوز المسنة الهالكة جولدا مائير التي ضحكت على الذقون.

وكتب خالد محمد خالد بأنه اعتدل في فكره وعدل في أساليبه فالله أعلم.

وتبقى عليه الكلمات الأولى يجب أن يتخلى منها ويتبرأ منها إن كان صادقاً في توبته، ونسأل الله أن يكون صادقاً؛ فإنه كاتب ذكي مبدع إذا أراد أن يكتب، أخاذ في أسلوبه، وفي قلمه رشاقة، فإن كان كما قيل عنه فليتخل عن كتبه، فإن أهل السنة قالوا: لا بد لمن أساء إذا تاب أن يعود عن إساءته وعن كتاباته، وأن يتبرأ عن شعره وعن غنائه وعن حياته الأولى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015