هجمات متفرقة على التاريخ

مما يهاجم به الإسلام من مؤرخين مغرضين: الرق، وأن الإسلام جاء باستعباد الناس، وهذا كذب، وما حرر الناس إلا محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما أتى الاسترقاق عن طريق الكفر، فإذا دخلوا الإسلام كان العتق من أحسن ما يكون، وكانت أبواب العتق هي المطلوبة والواردة، ومحمد صلى الله عليه وسلم هو أول من حرر الإنسان، وأتمنى أن تعود لترجمة بلال قبل مبعثه صلى الله عليه وسلم وبعد مبعثه وزيد بن حارثة وصهيب الرومي وسلمان الفارسي، أي أناس رفعهم محمد صلى الله عليه وسلم! وأي رجال لم يكونوا رجالاً قبل مبعثه! كانوا والله يعاملون كما تعامل الدواب والحيوانات، فلما أتى محمد صلى الله عليه وسلم جعل بلالاً سيداً ينادي نداء الأرض لنداء السماء، وجعل سلمان منا آل البيت، وجعل صهيباً سفيراً إلى الروم، وجعل خباب بن الأرت من الشهداء عند الله عزوجل.

بعضهم افترى على أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه- مثل المسعودي في كتابه " مروج الذهب ومعادن الجوهر " خلط في هذا الكتاب، ومزج الكذب بالصحيح، والحق بالباطل.

ومن مغالطته التي حاد فيها عن الحق والصواب في كتابه ما يأتي:

يقول المؤرخون: لا يكاد يخلو مجلس عثمان رضي الله عنه من وجود كعب الأحبار، فكأن كعب الأحبار هذا هو الذي يسيطر على المجلس ويأتي بالإسرائيليات، لكثرة ما كان يستفتيه عثمان في قضاياه، وكأن عثمان ليس مجتهداًَ مطلقاً، ولا عنده كتاب ولا سنة حتى يحتاج إلى فتاوى بعض اليهود الذين أسلموا.

ثم ينقل جرأة كعب الأحبار وتسرعه في الفتيا مع وجود صحابة كـ عثمان وعلي رضوان الله عليهم حتى يفتي في المسائل الكبار وهذا غلط، ثم قبول عثمان بفتاوى كعب، ثم ينقل أن عثمان كان يسب أبا ذر رضي الله عنه ويؤذيه، وهو الذي طرده من المدينة وأخرجه، فهذا كذب، بل أبو ذر هو الذي خرج من نفسه، والرسول عليه الصلاة والسلام قال لـ أبي ذر: {إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها} أي: من المدينة، فهو الذي خرج باختياره، وما أخرجه عثمان.

ونقلوا أيضاً: أن عثمان ضرب عمار بن ياسر حتى كسر ضلعاً من أضلاعه، وهذا كذب.

ومنها: أن معاوية قام بالإساءة إلى أبي ذر رضي الله عنه وحمله إلى المدينة على بعير، وعلى قتب يابس وآذاه، وأرسل معه خمسة من الصقالبة يطيرون به حتى تسلخت بواطن أفخاذه، وكاد أن يتلف أو يموت، وهذا كذب، وما كان لـ معاوية أن يفعله.

ومنها: ذكر لـ أبي ذر بأشياء استحدثت بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فيها لعنة لبني أمية إذا بلغوا الثلاثين، وهذا كذب.

ومنها: حوار حول طلبات أبي ذر واختياره بلداً يسير إليه، واقتنع عثمان بإخراجه من المدينة، وهذا لم يرد، وقالوا: غضب عثمان على علي لتشيع أبي ذر له، ولضم أبي ذر له، وهذا لم يرد عصم الله الجميع من هذه الأمور!

وهناك كتاب خلط الحق بالباطل اسمه " أعيان الشيعة " لمؤلفه محمد الحسيني العاملي طبع سنة (1359هـ) وفيه أغلاط تاريخية كاذبة مفتراة.

منها: اتهام عثمان رضي الله عنه بأنه كان ينهى أبا ذر عن قراءة القرآن.

ومنها تطلع عثمان لأموال المسلمين واستغلاله لثرواتهم وتملكه لأراضيهم، وكأنه يتحدث عن أحد الإقطاعيين لا عن أحد الخلفاء الراشدين.

ومنها: الادعاء أن حبيب بن أبي مسلمة أشار على معاوية بإقصاء أبي ذر من الشام.

ومنها: الإساءة إلى أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام.

ومنها: أن عثمان أصابه الخرف لما وصل الثمانين، وأصبح يخلط في كلامه، وهذا والله لم يحدث بل كان حافظاً للقرآن {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} [الزمر:9] قال ابن عباس: [[ذاك هو عثمان]] وقال حسان في مدح عثمان:

ضحوا بأمشط عنوان السجود به يقطع الليل تسبيحاً وقرآنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015