إذا أراد الله أن تضعف الأمة وتهلك أترفها؛ قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} [الإسراء:16] وفي قراءة: (آمرنا مترفيها) وفي قراءة: (أمَّرنا مترفيها) والمعاني موصلة، والمعنى في الجملة: إذا أراد الله أن يهلك قرية حكم أهلها المترفين الذين لا يرعون لله وقاراً ولا يخافون منه؛ فكان هلاك الأمم على أيديهم.
في الأندلس كان أحد الحكام ضائعاً بمعنى الكلمة، تولى ونصحته أمه، ولا أذكر اسمه، فكانت تقول: اتق الله، كان في النهار يناقر بين الديكة كمن يشجع الآن الدوري والمنتخب فزال ملكه وسقط.
فتقول له:
ابك مثل النساء مجداً تولى لم تحافظ عليه مثل الرجال
فهذا أمر معلوم.
وقال أهل العلم: إنما تغيرت الدول بتغير أحوالها وبتغير معتقداتها.
لماذا سقطت دولة بني أمية؟!
علي يد الترف والضياع، كذلك بنو العباس، وكذلك السلاجقة، والأكراد، والأتراك، وهذه سنة الله عز وجل، فالترف يضيع الشعوب والأمم ويضيع الجيل، وهو ضربة قاصمة إذا أراد الله أن يهلك بها أمة أصابهم بالترف؛ فلا يحفظون وقتاً، ولا يقدرون نعمة، ولا يشكرون رباً، ولا يحصلون مبدأ، ولا يحملون وثيقة.