مدة إقامة المسيح الدجال في الأرض

أما هو فيجوب الأرض -نعوذ بالله منه- ويمشي في القرى وينزل المدن، يهبط المدن، ويقف على الجبال، يبقى في الدنيا أربعين يوماً، يوم من الأيام كسنة، ويوم كشهر، ويوم كأسبوع، وبقية أيامه كأيام الدنيا، يأتي إلى البدوي في البادية، فيقول للأعرابي الذي ما صلى ولا اغتسل من الجنابة ولا عرف الله.

فيقول له: أو أحيي لك أبويك (أمك؛ وأبيك)؟ فيقول الأعرابي: نعم، فيحيي له أبويه، فإذا هم أحياء، وعند مسلم وأوردها السخاوي أن المسيح الدجال يمثل له شيطاناً وشيطانة، فيقول: هذا أبوك وأمك، فيؤمن به ويدخل النار.

ويأتي إلى الخرابة فيطلب من الخرابة كنوزها فتخرج الخرابة ذهبها وفضتها، فتخرج مع المسيح الدجال -فتنة لكل مفتون- لكن المصلين والموحدين لا يفتنهم ولا يخدعهم، لكن الذين يحافظون على الصلوات الخمس لا تصيبهم فتنة ما دامت السماوات والأرض.

يأتي بجنة ونار، يقول للناس: من أطاعني دخل جنتي، ومن عصاني دخل النار، يقول عليه الصلاة والسلام: {من أدركه فليدخل ناره، فإن ناره جنة، وجنته نار} يفتن الناس فتنة عظيمة كان يقول عليه الصلاة والسلام في دبر كل صلاة: {أعوذ بالله من فتنة المسيح الدجال} من أطاعه أعطاه مالاً وخوله، ومن عصاه قتله أمام الناس.

يأتي برجل حول المدينة من الصالحين، فيقول: أتؤمن بأني! أنا الله؟ فيقول: آمنت بالله وكفرت بك، فيأخذ السيف فيقتله فيقسمه نصفين، ثم يمشي بين الشقين، فيقول للناس المفتونين المخدوعين، أهل البعد عن الله، الذين لا يعرفون المصحف، أهل الليالي الحمراء، أهل المجون، أهل الكأس، أهل المرأة الخليعة، الذين أظلمت قلوبهم وقست واسودت من المعاصي، عبدة الدرهم والدينار، عبدة الأغنية والمجلة الخليعة، فيقول لهم: أتؤمنون بي؟ قالوا: آمنا بك؛ فيكفرون، فيحيي بإذن الله هذا المقتول فيحيا، فيقول: أتؤمن أني أنا الله؟ فيقول: آمنتُ بالله وكفرت بك، ما ازددتُ فيك إلا بصيرة، فيأتي ليقتله فلا يستطيع قتله.

يجوب، ويخطف القرى والمدن خطفاً، وترتج له الأرض، وتخبر به أجهزة الإعلام، ويتكلم عنه الناس، ويكون حديث الساعة، وتشتغل به الأرض.

فأما المؤمن فلا يخاف ولا يحزن {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم:27] وأما المنافق، والكافر، والفاسق فالويل له، والله لا يعصمه من المسيح الدجال ولو كان في البروج المشيدة، ولو كان في الحصون المحصنة.

عباد الله: هذا شيء من فتنة المسيح الدجال الذي نستعيذ الله من فتنته في كل صلاة، فهو قادم لا محالة، وهو قريب بلا شك، وهو خارج في الناس فتنبهوا واستيقضوا وانتبهوا لفتنته، وهلموا إلى طاعة الله وإلى الصلاة، إلى ذكر الله، أنقذنا الله وإياكم من فتنة المسيح الدجال، وعصمنا وإياكم من المسيح الدجال، وحمانا الله وإياكم من فتنة المسيح الدجال، وبصرنا الله وإياكم بـ المسيح الدجال.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو التواب الرحيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015