المسألة الثالثة عشرة: احذر من كلام من لا يحسن أن يتكلم، يقول بعض أهل السنة: إنما وقع الخلاف لأنه تكلم من لا يحسن الكلام، فالآن الفتوى أصبحت شذر مذر، وكل شيء له تخصص إلا هذه الشريعة، فقد أصبحت مرعى وحمى مفتوحاً لكل أحد، فتجدهم يقولون: يحق لكم أن تتكلموا في أصول الفقه، وأفتوا وشرعوا، وناقشوا أهل الفقه، وصححوا وضعفوا في الأحاديث! وإذا تكلمت في تخصصهم, قال: احترم التخصص!
أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنس
إن الحداثة العلمية لا تبرر لصاحبها أن يناطح العظماء، والأشاوس الذين تمكنوا في العلم الشرعي، حتى يقول جرير:
وابن اللبون إذا ما لز في قرنٍ لم يستطع صولة البزل القناعيس
فهؤلاء أعجبتهم أنفسهم فتكلموا وهرفوا بما يعرفون وما لا يعرفون، وردوا على الكبار وعلى الصغار، فنسأل الله أن يحسن الحال، وأن يجمع الكلمة، وأن يزيل الأمراض منا جميعاً.