العشماوي:
الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسال الله عز وجل أن يوفقنا جميعاً إلى كل خير، وأن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل، إنه سميع مجيب.
أيها الأحبة: إن طريق الدعوة إلى الله طويل، وإن الأمة الإسلامية على مدى تاريخها العريق تنتج لنا في كل عصر دعاة إلى الله، يحسنون التعامل مع الكلمة الطيبة التي صورها لنا القرآن الكريم التصوير الذي نعرفه جميعاً، وشبهها لنا بتلك الشجرة العريقة التي تسافر جذورها وجذوعها في الأرض، وتشمخ أغصانها في السماء.
وقد كنا نقرأ عن بعض وعاظ المسلمين في تاريخنا، كـ ابن الجوزي رحمه الله تعالى، ونستغرب أحياناً ما يقال من كثرة من يحضر مجالس وعظهم، حتى إذا هيأ الله لنا في هذا الزمن عدداً من الإخوة الكرام، من شيوخ الشباب ووعاظهم الذين فتح الله تعالى عليهم، فأحسنوا التعامل مع الكلمة، وأحسنوا توظفيها في طريق الدعوة؛ فرأينا مجالس وعظهم ودعوتهم ودروسهم تضج وتعج بآلاف المستمعين المتابعين والمتعطشين؛ أدركنا أن ما روى لنا التاريخ عن مجالس ابن الجوزي ليس غريباً ولا عجيباً.
ونحن في هذا اللقاء الطيب الذي نرجو أن ينفعنا الله به جميعاً، وأن يجعل مجلسنا من مجالس الذكر التي تحفها الملائكة وتغشاها الرحمة.
نحن في هذا اللقاء المبارك نلتقي مع داعية مبارك من دعاة عصرنا، مع شاب شيخ, فهو شاب لأن سني عمره تقول لنا ذلك، وشيخ لأن ما تلقاه من العلم وما بذله في سبيل الدعوة يؤهله أن يحمل هذا اللقب، وأنتم تعلمون أن لقب الشيخ في هذا الزمن قد اتخذ معنىً آخر غير المعنى الذي كان يقصد به من قبل، ولعل شيخنا وداعيتنا وأخانا الكريم، الشيخ عائض بن عبد الله القرني يعذرنا عندما نطلق عليه هذا اللقب، فهو ليس من باب قول الشاعر:
زعمتني شيخاً ولست بشيخ إنما الشيخ من يدب دبيبا
نرحب في بداية هذا اللقاء بـ أبي عبد الله ونقول: أهلاً وسهلاً بك يا شيخ عائض!
القرني: حياك الله وبياك، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية.