صلة بن أشيم والأسد

صلة بن أشيم يقول ابن كثير وكل من ترجم عنه: خرج إلى خراسان مجاهداً، فقال أحد أصحابه: لأراقبنَّ صلة اليوم ماذا يفعل في الليل، هل ينام كما ينام الناس؟ قال: فلما صلى العشاء أتى إلى فراشه فخاتلنا حتى ظن أنا نمنا، وأنا ما نمت -هذا الراوي- قال: ثم سلَّ نفسه من فراشه وتوضأ ودخل في غابة، فدخلت بعده واختفيت وراء شجرة فقام يصلي ويدعو ويبكي ويتبتل، وفي أثناء الصلاة وإذا بأسدٍ خرج من الغابة إلى صلة بن أشيم فاقترب منه، فوالله ما استعجل في قراءته، ولا قطع صلاته، ولا التفت، وإنما بقي على خشوعه كما كان، قال: فلما سلم التفت إلى الأسد وقال: يا حيدرة! -للأسد- إن كنت أمرت بقتلي فها أنا دونك، وإن كنت لم تؤمر فاذهب وابحث عن رزقٍ لك ودعني أناجي ربي، قال: فزأر الأسد زأرةً اهتزت لها الغابة، ثم ولَّى وترك صلة يصلي إلى الفجر، قال: فلما اقترب الفجر قال: اللهم اغفر لي، أَوَمثلي يسأل الجنة؟ اللهم أعذني من النار.

فلما صدقوا الله عز وجل، ووجد مثل هؤلاء في الجبهات، ومع الجيوش، وعند الكتائب؛ نصر الله الأمة ورفع رايتها؛ لأنهم صدقوا مع الله في عبادتهم، وفي علمهم وجهادهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015