ومن آداب تربية الأطفال: المصاحبة
أما الحديث الذي يقال عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لاعب ابنك سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً} فلا يصح، وليس من كلامه عليه الصلاة والسلام، ولكن نسب إلى علي بن أبي طالب وأظنه ليس لـ علي، وإنما هو من كلام سفيان الثوري أو أحد علماء السلف، يقول: لاعب ابنك سبعاً أي سبع للملاعبة فقط، وسبع سنوات للتأديب وفيها العصا تتدخل، وسبع سنوات للمصاحبة يكون لك صاحباً يحضر معك المنتديات والدروس ومجامع الخير والحفلات؛ فإذا بلغ الواحدة والعشرين فاتركه فقد بلغ رشده، إن اهتدى فبها ونعمت، وإن ضل فقد سلمت قياده، أصبح ذا فكر وذا بصيرة والله يتولاه.
أحد الناس أتى إلى عالمٍ من العلماء وقال: أشكو إليك، ابني ضربني على وجهي.
قال: أعلمته القرآن؟ قال: لا.
قال: أعلمته السنة؟ قال: لا.
قال: أعلمته آداب العرب؟ قال: لا.
قال: ظنك ثوراً فضربك.
أي: يستحق؛ لأنه هو المسئول ولذلك لماذا يشكو الإنسان العقوق ويقول: عقني ابني؛ لأنك عققت أباك وما علمت ابنك بر الوالدين.
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
ولذلك أحد الرجال في أحد البيوت يقول: مرة تأخرت عن الجماعة فصليت في البيت، وكان هذا الرجل من المداومين على المسجد من أهل الروضة ومن أهل الصف الأول، لا تفوته الصلاة أبداً، لكن يوماً من الأيام فاتته الصلاة فصلى في البيت فقام ابنه الصغير وقال: يا أبي أأنت امرأة يوم تصلي في البيت أم أنت رجل؟ وهذا سؤال طيب ينبئ على أن الابن مربى على عقيدة سليمة ومبدأ خالد.
والمصاحبة كما ذكر أهل العلم لا تأتي إلا بلين الخلق مع الابن وأن تبجله؛ فإنك إذا أظهرت له الاحترام استحيا من الله عز وجل، فإن بعض الآباء يبكت ابنه ويخزيه ويقطعه ويفضحه بالكلام، فيصبح الابن ميت الإرادة لا يستحي أبداً يفعل ما أراد؛ ولذلك قال المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام