هذا حسان قائد الشعراء، صاحب الأبيات في الرسول عليه الصلاة والسلام، التي يقول فيها:
فإن أبي ووالده وعرضي لعرض محمد منكم فداء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجلاد يوم يعز الله فيه من يشاء
ثم يقول:
عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء
يقول: جعل الله خيلنا لا تعود إلينا، إذا لم تثر الغبار على مكة
تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء
يقولون: دخل عليه الصلاة والسلام يوم الفتح، فكانت خيول خالد بن الوليد من جهة الخندمة، وكان خالد على الخيالة، فخرج نساء مكة، أما المقاتلة ففروا، دخلوا البيوت وأغلقوا عليهم الأبواب، فخرج نساء مكة يضربن خيول المسلمين بالخمر، فتبسم عليه الصلاة والسلام وما كان يحفظ الشعر: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ} [يس:69] فالتفت إلى أبي بكر، وكان أبو بكر أحفظ الناس للشعر، قال: يا أبا بكر! كيف يقول حسان؟ فتبسم أبو بكر وقال:
عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداء
تظل جيادنا متمطرات تلطمهن بالخمر النساء
رضي الله عن حسان.
قالوا: وأقوى ركن؟ قلنا: التوكل على الله أقوى شيء.