ومنها الشجاعة في طالب العلم: شجاعة في الحوار بأدب، فلا يقول للمخطئ صدقت وأحسن الله إليك، وبارك الله فيك، وهو يعلم في قرارة نفسه أن هذا أمر خطأ، يأتي الأستاذ بمعتقد أهل البدع والجهمية ويقول: فتح الله عليك يا شيخ! لا.
عليك أن تكون شجاعاً وتقول: يا أيها المعلم! يا شيخنا! أنت أعلم مني، لكن هذا خطأ، هذا رأي ابتداعي، فإن رأيته يأتي بمسألة يبيح فيها ما حرم الله، فتوقفه عند حده بأدب، أو يأتي بقضية مجاملة ومداهنة ورياء وسمعة، أو ترى عليه معصية فتنبه عليه، أو تكتب له ورقة بأدب، أما النفس الإنهزامية والفاشلة فهذه نفوس اليهود؛ أهل السوط والاستعمار، ضربهم هتلر على رءوسهم حتى أصبحوا بهائم، يسكتون أبداً، هز رءوس فقط.
ومن خلق طالب العلم: علو الهمة، فلا يقول أحفظ كتاباً، وأفهم كتاباً، لا.
بل يجعل في ذهنه أن يصلح الكرة الأرضية، حتى استراليا يكون مصلحاً لها، ومن ذا حجبك عن أبواب الخير؟
إذا أعجبتك خصال امرئ فكنه يكن فيك ما يعجبك
فليس عن المجد والمكرمات إذا رمتها حاجب يحجبك
فلتكن همتك أكبر، لتكون علامة في العلوم وموسوعة فيرزقك الله على قدر همتك.
أيها الإخوة الفضلاء! يا طلبة العلم النبلاء! سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، وهذه حلية طالب العلم، وقد بلغت، وأسأل الله أن ينفعني بها أولاً، ثم ينفعكم بما سمعتم، ويجعل طلبة العلم على ما يحبه الله ويرضاه قادة وسادة وموجهين ومربين ومعلمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.