أهمها القرآن الكريم: فلا بد أن يكون معك حضراً وسفراً؛ في السيارة وفي البيت والفصل، وفي كل مكان، إذا بدأت تقرأ في أي كتاب، فابدأ بالقرآن ولو ثلاث أو أربع أو خمس آيات؛ فإنه البركة والنور والإشراق، إنه مفتاح العلم.
الثاني: تفسير ابن كثير: فلا بد أن يكون معك في المكتبة، وإن أردت أن تتوسع فـ تفسير ابن جرير الطبري لكن تفسير ابن كثير فيه الكفاية.
وتفسير القرطبي للأحكام والمسائل التي في القرآن من أحكام وفرعيات.
وفي ظلال القرآن -مع ملاحظة بعض المسائل فيه- ربط الواقع وعلم الثقافة العصرية بالقرآن.
الثالث: الفقه فلا بد أن يكون معك المغني والمغني مثل اسمه، فمن كان في بيته المغني فقد بلغ النصاب وعليه الزكاة إذا حال عليه الحول، ألفه ابن قدامة بدمه وروحه وعرقه وجهده وإخلاصه، فكان كتاباً بارعاً أخذ العقول، ومع المغني المحلى لـ ابن حزم ولا تسمع لمن أرجف ضد المحلى أو حارب المحلى أو عقد حلفاً ضد المحلى، يقول بعض أهل العلم في ترجمة ابن تيمية: وتحلى بـ المحلى وتولى منه ما تولى، فاجعل المحلى في بيتك واقرأ، وانتبه لأربعة أمور في المحلى:
أولها: العقيدة، اغسل يديك في الأسماء والصفات، ولا يعديك فإن فيه جرباً في هذه المسألة، حيث إنه يؤول في الأسماء والصفات، فانتبه إليه.
المسألة الثانية: لا تسمع لقوله في الغناء، فإنه يبيح الغناء.
واجزم بتحريم الغنا كجزمي ولا تطع قولاً لـ ابن حزم
فالأحاديث ترد عليه رداً بارعاً، وقد ضعف الصحيح، ولكنه لا يسمع الغناء، فإنه زاهد عابد تقي داعية، لكن لم يظهر له تحريم الغناء، وتحريم الغناء في صحيح البخاري وغيره.
المسألة الثالثة: أنه أنكر القياس، ومن أنكر القياس فقد ذهب عليه ما يقارب ثلث الشريعة.
المسألة الرابعة: الرجل يقع في العلماء غفر الله له، يمر بعالم فيقول: هذا عبد أضله الله على علم، ويأتي عالم يقول: ينجس من الدم مقدار الدرهم البغلي، فيستهزئ فيقول: من بغال الكوفة أو من بغال البصرة.
أما إبداعاته وإشراقاته، فأولاً: الرجل محدث يجرح ويعدل ويصحح ويضعف ويتكلم بجدارة وقوة.
لما حضرنا كشفنا عن جماجمنا ليعلموا أننا بكر فينصرفوا
قال البقية والهندي يحصدهم ولا بقية إلا السيف فانكسروا
والأمر الثاني: أن الرجل أوتي عقلية فياضة نظار أصولي، له كتاب في الأصول من أبدع ما يكون.
والأمر الثالث: الرجل عنده فقه واستنباط، ليس بالسهل فهو عملاق، يقول الشوكاني في البدر الطالع: ما بين ابن تيمية وابن حزم أقوى من الرجلين.
مرة يحلق بك تحليقاً بارعاً، ومرة يسقطك على التراب، حتى يقول ابن تيمية: والله إني أعجب لذكائه وفطنته، عجبي من شواذه وغرائبه، مرة يستنبط استنباطاً كأنه اللؤلؤ والجوهر والمرجان، ومرة يأتي فيركب عليك فحماً، فهذا المحلى.
والكتاب الثالث في الفقه: المجموع للنووي وليته كمله لكن وصل رحمه الله، إلى باب الربا فكمله الإمام السبكي وغيره من الشافعية.
الكتاب الرابع في الفقه: التمهيد لـ ابن عبد البر، قال: الذهبي في ترجمة ابن حزم في سير أعلام النبلاء أربعة كتب من جمعها، وأمعن النظر فيها وأتقنها فهو العالم حقاً، التمهيد لـ ابن عبد البر، والمحلى لـ ابن حزم، وسنن البيهقي، والمغني للحنابلة، هذا جانب الفقه.
ومن الكتب الفقهية الحديثية التي لا بد أن تكون في بيتك ومكتبتك سبل السلام، للصنعاني ونيل الأوطار للشوكاني وإذا ضممت السلسبيل للبليهي وهو تعليق على زاد المستقنع فقد أحسنت أيما إحسان.