عظم الصلاة والزكاة

هذا الحديث أحدث خلافاً بين الصحابة رضوان الله عليهم لما مات الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الحديث الذي تدارسوه، والذي أراد البخاري أن يأتي به في هذا المكان، وقد تكلم الشراح عند شرح هذا الحديث على اختلاف أبي بكر وعمر في قتال المرتدين، وهذا الاختلاف وارد، والله عز وجل له الكمال المطلق, وهو عز وجل يعطي البعض علماً لا يعطيه للآخرين وسوف يتبين لنا هذا من قضايا الحديث.

لما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم قال بعض العرب: نرى أن هذا الدين لا بد أن يستمر معه صلى الله عليه وسلم، فإذا مات؛ فقد انتهى الدين، فارتدوا، وهؤلاء قسم قليل من المرتدين، لا يعدون ولا يذكرون.

والقسم الثاني قالوا: الزكاة إنما كانت تدفع للرسول صلى الله عليه وسلم، فلما مات الرسول عليه الصلاة والسلام، قالوا: كيف نؤديها لـ أبي بكر؟ هل النبوة وراثة؟ حتى يقول شاعر بني حنيفة من اليمامة:

رضينا رسول الله إذ كان بيننا فما بالنا نرضى بحكم أبي بكر

أيملكها بكر إذا مات بعده فتلك لعمر الله قاصمة الظهر

يقول: كيف يملكنا أبو بكر بعد الرسول صلى الله عليه وسلم؟

قاتلهم الله إلا من تاب منهم، فقد تاب الله عليه، فقد فرقوا بين الصلاة والزكاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015