Q ماذا عن مؤلفات علمائنا وذكر تراثهم؟
صلى الله عليه وسلم هذا عنصر، لكنني أظن أني تجاوزته في أثناء الشرح، تأليفهم وتراثهم الخالد لقد تركوا لنا مكتبات وعلماً جماً ونوراً، تجلس في المكتبة الواحدة فيجلس معك مئات العلماء، فأنت إذا دخلت مكتبتك كان معك ابن تيمية، وابن كثير، والمزِّي، وعلماء الصحابة كـ ابن عباس، وعلي، ومعاذ، وأبي، وعلماء السلف: كـ أحمد، ومالك، وأبي حنيفة، والشافعي، علماء وأدباء، وسادة وأخيار، ولكن مَن يقرأ ومَن يفهم؟
ومن التراث: الموطأ، كتبه مالك لوجه الله في أربعين سنة، وقال: ما كان لله يبقى، فأبقاه الله.
ومن التراث: مسند أحمد، فيه بالمكرر أربعون ألف حديث، وبغيره: ثلاثون ألف حديث، طاف الدنيا وجمعه.
ومن الكتب: الكتب الستة، لا سيما صحيح البخاري وصحيح مسلم، واسمع كيف نشر الله ذكرهم في الدنيا: الإذاعة، الصحيفة، المنبر، المجلس، الدرس، المحفل، المحاضرة، الدرس، الموعظة تتلى فيها: رواه البخاري، رواه مسلم، رواه الترمذي، وأبو داوُد، والنسائي، وابن ماجة.
هل بعد هذا من شرف؟! {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} [الشرح:4].
ومما ألف ابن تيمية: الفتاوى، في سبعة وثلاثين مجلداً، ويقولون: " فتاواه لو جُمعت لكانت ثلاثمائة مجلد ".
وابن تيمية لم يكن يكتب من مرجع، بل كان يكتب من رأسه، يخرج القلم، يسله في الصباح ضحىً بعد أن يسبح الله، ويكتب فينهمر عليه العلم، لا إنشاءً، ولا وعظاً، لكنه علم صافٍ ينفع ويصل إلى القلوب، وتحقيق مسائل، وانظروا إلى كتبه، تبلغ ثلاثمائة مجلد ومؤلف.
ومنهم: ابن جرير الطبري: وقع تفسيره في ثلاثين مجلداً وتاريخه نحو ذلك.
ومنهم: ابن كثير: تفسيره ما يقارب عشرة مجلدات لو طبع طباعة جيدة، وتاريخه أكثر من ذلك.
تركوا تراثاً، لكن مَن يقرأ؟
ومن الكتب: المغني والمجموع والمحلى، فهل من قارئ؟ وهل من مستفيد؟
ابن عقيل أبو الوفاء الحنبلي: ألَّف كتاباً اسمه: الفنون، وقع في ثمانمائة مجلد، ألفه في أوقات الراحة والفراغ، وكَتَبَه من إملاءاته.