Q يسود بين الناس عامة والعوام خاصة مسألة خطيرة وهي مسألة التضايق من بعض الأحكام الشرعية, لماذا؟
صلى الله عليه وسلم لأنها مخالفة للعرف, يوجد هذا بين بعض الناس لجهلهم, وفي بعض المناطق والقبائل يتضايقون من الشريعة.
هم لا يصرحون لكن في قلوبهم تضايق, قال تعالى: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50] وقال سبحانه: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [النساء:65].
وذلك مثل تحريم الشريعة لاختلاط الرجال الأجانب بالنساء كأخي الزوج؛ لكن أعراف بعض القبائل تقول: لا.
لا بأس؛ لأن أخا الزوج من أهل البيت, ويتضايقون من أمر الشريعة.
مثل نهي الشريعة عن الإسراف في الحفلات والولائم؛ ولكن بعض الناس يقولون: لا.
هذا من الكرم ومن الخير.
ومثل تحريم الشريعة للعصبية الجاهلية لكن من الناس من يقول: لا.
هذه شجاعة, وهذه هي النصرة وحفظ مكانة الجدود, وهذه هي الشهامة والمروءة.
والشريعة تحرم التحزب للظالم, أي: أن التحزب للظالم محرم بالإجماع لكن أهل الجاهلية يقولون: انصر أخاك وينشدون أشعاراً من أشعار الجاهلية:
ما للواحد إلا رفيقه إما باعه وإلا شراه
أي: سواء أكان ظالماً أو مظلوماً, أي: ولو كان في النار, وبعضهم يقول: أريد أن أدخل مع جماعتي ولو في نار جهنم, نعوذ بالله من الخزي والخذلان, هذا كله محرم.
فلذلك يقول ابن القيم فيهم: "قوم يعارضون أحكام الله بأعرافهم, قوم انسلخت عقولهم من أنوار الشريعة" أو كما قال, أي: ما عندهم في الشريعة شيء ويقولون: سلومنا وأعرافنا وعاداتنا وعادات آبائنا وأجدادنا، وهذه كلها في التراب إذا عارضت الشريعة, ومن تمسك بها ففي رأسه طاغوت, وهو محارب لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام.