ومن أسباب الفرقة: إثارة النعرات الجاهلية والتاريخ الأسود, لأن تاريخنا قبل سنوات لم يكن مرضياً, تاريخنا ليس صحيحاً, تاريخنا يحتاج إلى إعادة نظر, بعض الناس يريد أن يكرر الوقعات والقتلات بين القبائل, وماذا فعلت القبيلة بالقبيلة, وفلان قتل فلاناً واعتدى على آل فلان.
ومن أسباب الضغينة: تقرير الحدود الإقليمية: والأصل أن ليس بيننا حدود, الناس شركاء في ثلاثة: في الكلأ والماء والنار, أما جعل الحدود بين القبائل فخطأ؛ نحن حدودنا حدود العالم الإسلامي, كانت حدودنا صفاقس وسيبيريا , وكانت حدودنا طاشقند والسند والهند , لأننا أمة واحدة, ولكن أتى بعض الجهلة فجعل بين الناس والقبائل حدوداً, من أين هذه الحدود وكلنا شركاء في الكلأ والماء والنار؟ رايتنا لا إله إلا الله, مسجدنا واحد, ورسولنا واحد, وربنا واحد, وشريعتنا واحدة, وقلوبنا واحدة, نتجه إلى جنة واحدة إن شاء الله.
ومما يوجد الضغائن: وجود الطبقية في الناس, فلان حر وفلان عبد وفلان كذا! وكلنا سواسية, قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] والله لا أبيض ولا أحمر ولا أسود, لا فضل والله إلا لمن يتقي الله.
يقول أبو عبيدة رضي الله عنه: [[والله ما رأيت متقياً لله حراً أو عبداً، أبيضَ أو أسود إلا وددت أني في مسلاخه]] وقال ابن مسعود: [[يا ليتني كنت رماداً]] وقالت عائشة: [[يا ليت أمي لم تلدني]] وقال عمر: [[يا ليتني شجرة تعضد]] كان عمر وهو أمير المؤمنين يأخذ المكتل ويلتقط فيه نوى التمر ويحمله للفقراء, كان عمر رضي الله عنه وأرضاه, يأخذ الليف فيفتله ويجعله خطماً لإبل الصدقة, كان رضي الله عنه يطلي إبل الصدقة, كان رضي الله عنه يحلب شاته.
ويقول المؤرخون: خرج أبو بكر إلى عجوز عمياء في المدينة ومعها أطفال, فحلب شاتها, وصنع الإفطار لها, وكنس بيتها وهي لم تعرفه, فقال عمر: [[يا أمة الله! أعرفت هذا الشيخ؟ قالت: ما عرفته, قال: هذا أبو بكر الصديق أتعب من خلفه من الخلفاء]].
هذه هي حياتنا يوم أن نكون أتقياء بررة, نريد الله والدار الآخرة.