أولها: السلام والابتسام؛ تحيتنا السلام, وهي من أعظم التحايا.
وعليك أن تسلم على من عرفت ومن لم تعرف, كان يقول عليه الصلاة والسلام: {يا أيها الناس أفشوا السلام, وأطعموا الطعام, وصلوا الأرحام, وصلُّوا بالليل والناس نيام؛ تدخلوا الجنة بسلام}.
وتحيتنا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لا يستبدل بغيرها لا أهلاً ولا مرحباً, ولا كيف أصبحت, ولا صباح الخير, تأتي هذه بعد السلام قال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44] يعني سبحانه: يلقونه يوم المزيد -نسأل الله لنا ولكم المزيد يوم المزيد- ويوم المزيد هو يوم الجمعة, يلقى الله الأنبياء والشهداء والصالحين في الجنة, فيجلسهم على منابر من نور, وعلى كثبان من مسك, فإذا تجلى الله لهم, وكشف الحجاب قال لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [الأحزاب:44] وإذا سكن العبد الجنة, وأقل مسكن وأصغره وأضعفه في الجنة كالدنيا عشرة مرات:
أقلهم ملكاً كما الدنيا ملك وعشرة أمثالها من دون شك
لكنما موطن سوط فيها خير من الدنيا وما عليها
فإذا سكن العبد فتح الله له الأبواب من كل جهة, فدخلت الملائكة يقولون: {سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد:24].
والابتسام يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {تبسمك في وجه أخيك صدقة} فعلى المسلم أن يتبسم للمسلمين, وأن يعانقهم إذا أتى من غيبة, وأن يعلم أن مصافحته للمسلم تَحُتُّ الخطايا كما تحات ورق الشجر في شدة الشتاء.