أيها الأجلة الكرام عنوان المحاضرة "إنما المؤمنون إخوة" قالها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في كتابه, وأتى بها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام في الأرض, وآخى بين أصحابه, لا قبائل ولا حزبيات ولا عصبيات ولا ألوان؛ لا أحمر ولا أبيض ولا أسود, قال جل شأنه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات:13] هذا كلام الباري؛ أكرمنا أقربنا إلى الله, وليس أكرمنا فلان بن فلان, يقول عليه الصلاة والسلام في حديث حسن: {والذي نفسي بيده، لا يزال أقوام يفتخرون بآبائهم حتى يكونون جثى من جثى جهنم} أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
لا تقل أصلي وفصلي يا فتى إنما أصل الفتى ما قد حصل
ليس من يقطع طرقاً بطلاً إنما من يتقى الله البطل
أتى محمد عليه الصلاة والسلام وأبو جهل يقول: أنا من بني مخزوم, أنا سيد قريش وأنا وأنا لكن لما كفر بلا إله إلا الله؛ أدخله الله على وجهه في النار فما نفعته أسرته.
أما بلال العبد الرقيق المولى الأسود, لما آمن بلا إله إلا الله, وسجد لرب الناس, وأذن في الأرض لمنادي السماء أصبح سيداً من السادات, يقول عمر رضي الله عنه وأرضاه: [[أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا]] يعني: بلالاً.
وفي الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام: {دخلت الجنة البارحة فسمعت دفي نعليك يا بلال , فماذا كنت تصنع؟ قال: يا رسول الله! ما أنا بكثير صيام ولا صلاة ولا صدقة, لكني ما توضأت في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت ركعتين} هذا هو بلال.