ومنها: مكانة الأنصار وفضلهم وأنهم من أفضل عباد الله, وأن من علامة الإيمان حب الأنصار, ومن علامة النفاق بغض الأنصار، فحبهم عروة وثقى عند الله، وبغضهم نفاق وريبة وشك نعوذ بالله من بغضهم، ونشهد الله على حبهم, ونسأل الله أن يحشرنا في زمرتهم، وفي ذلك يقول لهم صلى الله عليه وسلم في آخر خطبته: {يا معشر الأنصار إنكم سوف تلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض} معنى الكلام: أن الناس سوف يستأثرون عليكم بالدنيا، فاصبروا على الفقر والخصاصة وعلى الأثرة حتى تلقوني على الحوض المورود, والذي طوله شهر وعرضه شهر وعدد آنيته كنجوم السماء, من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.
قال أنس وهو يبكي وهو يقص الحديث: [[قال لنا نصبر فوالله ما صبرنا]].
وقام معاوية بن أبي سفيان يتكلم في الأنصار رضي الله عنه وأرضاه في الشام فاعترضوا عليه فسكت عنهم فما أجابهم.
فقال أحدهم: -أظنه أبا سعيد أو عبادة بن الصامت - إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إنا نلقى بعده أثرة, قال: فما قال لكم رسول الله عليه الصلاة والسلام؟ قال: قال لنا: اصبروا, قال معاوية: فاصبروا إذاً، قالوا: نصبر ونستعين بالله أو كما قالوا.