من أحوال الأمة في هذا العصر

أمر آخر -أيها الإخوة- وهو: أننا ننطلق من الجمعة إلى الجمعة والجمعات دائماً وأبداً، فنسمع الخطيب الذي يوجه الأمة، ثم نعود بعد أسبوع فما قدمنا في المسيرة شيئاً، ولكني أستثني الشرفاء، حملة الكلمة الحقة، الصادقين الصابرين، أستثنيهم، لكن الكم الهائل من أمة تعدادها مليار، أو مليار ومائتا مليون، أمة إسلامية تسمي نفسها أمة المليار، ثلث سكان الكرة الأرضية، ماذا قدمت للعالم الإسلامي؟ ما هو تأثيرها في القرار؟ ما هي مواقفها؟ وأعراض المسلمين في البوسنة والهرسك والصومال وأفعانستان وبورما وكشمير.

وغيرها تنتهك، والجماجم تفصل عن الأعناق، والأطفال ينصرون ويهودون، ويحولون عن فطرة الله التي فطر الناس عليها، والصيحات والضجات والدموع والدماء، والأسر والفتك في هذه الأمة، أمة المليار ماذا قدمت لأنفسها؟ ما هو موقفها أمام الله ثم أمام التاريخ؟ هل سألت نفسها: هل قامت بجهد؟

إن بعض الناس من أهل الغنى أو الثراء أو الدعوة أو العلم يظن أنه إذا شحذه داعية وطلب منه أن يقدم شيئاً أنه أحسن لهذا الداعية أو أحسن للإسلام، أحسنت أنت لنفسك: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لَأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء:7].

فالإحسان للنفس ليس إلا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015