واليسر في العمل والعبادة، فكل عبادة أتى بها الرسول صلى الله عليه وسلم تناسب جمهور الناس، فلم يكلفنا الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى شططاً، ولذلك مر صلى الله عليه وسلم برجل من الصحابة، وهو يركع ويصلي ويخفض رأسه ويكثر من الركعات، فالتفت بعض الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكره أحمد في المسند، وقالوا: {هنيئاً له يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، خير دينكم أيسره} وفي مسند الإمام أحمد: {أحب الدين إلى الله الحنيفية السمحة} أي: السهلة الواضحة، التي يستطيع الإنسان أن يتمشَّى معها طول العمر، فهذا هو السهل المحبوب الطيب عند الله عز وجل.
ولذلك التكثير من العبادة ليس مطلوباً قصداً في الدين، لأن الله عز وجل يقول: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} [الملك:2] ولم يقل: أيكم أكثر عملاً، وإنما دخل التكثير والكثرة بلا جودة من الصوفية، يصلي أحدهم في اليوم خمسمائة ركعة، أو ثلاثمائة ركعة، ويظن أن هذا هو الدين، ولكن الدين الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم سهل ميسر على من يسَّره الله عليه، حينها لما رأى الناس تيسيره صلى الله عليه وسلم دخلوا في هذا الدين زرافات ووحداناً.