Q بعضهم يتساءل ما هي النتائج التي تتوقعونها في الخليج؟
صلى الله عليه وسلم الله أعلم ولا يعلم الغيب إلا الله: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل:65].
لعمرك ما تدري الضوارب بالحصى ولا زاجرات الطير ما الله صانعُ
تقضون والفلك المسير ساخرٌ وتقدرون وتضحك الأقدار
والأمم والشعوب والدول والحكومات كالذر، فالله عز وجل بكلمة كن فيكون يغير الأمور، أبرهة الأشرم أتى لمهاجمة الحرم فأتى الخبر عبد المطلب جد الرسول عليه الصلاة والسلام، وأبرهة الأشرم كانت عنده قوة، فالفيل في تلك الأيام لا يطاق مثل: الكيماوي، فالعرب لا تدري ما هو هذا الفيل، فلما دخل وادي محسر وقف الجيش، فأتى الخبر لـ عبد المطلب، قال: لا نستطيع لـ أبرهة، والحكمة أن نخرج بأطفالنا ونسائنا إلى رءوس الجبال، لكن قبل أن نخرج اتركوني ألقي أبياتاً وقد كان مشركاً، لكن أراد أن يوصي بها، فذهب إلى الكعبة، فأخذ بحلقة الكعبة وقال:
يا رب إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك
وقد كان عبد المطلب مشركاً ولكن فيه نخوة وشجاعة وشهامة، وكان من سادات العرب:
يا رب إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم ومحالهم أبداً محالك
فنحن لا نستطيع القتال، وأما هو فذهب إلى أبرهة، وسمع أبرهة أنه قادم، وقال حراس أبرهة وهو جالس في طرف وادي محسر وقد نزل في خيام وهيلمان وألوف من الجنود، قالوا: عبد المطلب أقبل، قال: من؟ قالوا: شيخ مكة، فظن أبرهة أنه جاءه يفاوضه مفاوضة سلمية في ترك بعض الأراضي والوقوف حتى يأتي ويصلح بينهم، فوصل عبد المطلب، فلما وصل قام أبرهة وأجلسه على السرير، ثم نزل معه، رآه جليلاً وشيخاً وفيه وقار، وكان سيداً من السادات، حتى يقول صلى الله عليه وسلم: {أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب}
قال: ماذا تريد؟ قال: أريد إبلي عندي مائة ناقة أخذها جنودك، قال أبرهة: ظننت أنك عاقل أتيت أهدم بيتك وبيت آبائك وأجدادك، وأتيت تكلمني في الناقات، أعطوه الإبل، فأعطوه الإبل، قال: أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه، ثم تولى، فتقدم أبرهة، فوجهوا الفيل إلى البيت، فرد الله رأسه إلى اليمن، ضربوه فرفض، فتقدم أبرهة والجيش وتركوا الفيل، فأرسل الله عليهم الطير الأبابيل، يقول بعض المفكرين العصريين: الأفواج الاستطلاعية، والمفسرون من السلف على قسمين: قسم يقول: خلقها الله من البحر، وقسم يقول: خلقها الله تلك اللحظة: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [يس:82] وفي الصباح يقف عبد المطلب يتباكى هو والنساء والأطفال في رءوس الجبال، وإذا بجبال مكة تمتلئ من هذه الطيور، ويأتي كل طير معه حجر كالحمصة بين أرجله مكتوب عليها اسم الجندي، فلان بن فلان صاحب الحفيظة كذا ورقم الهاتف كذا، يعني: حجر أبرهة يهوي عليه لا على غيره، وعلى الجندي الذي في الطابور الخامس فلا تأتي إلى الطابور السادس، فسحقهم الله، ثم يقول الله للرسول: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل:1] أما سمعت؟ أما حدثك أشياخ مكة ماذا فعلنا بعدوهم؟ لأن أبا جهل يقول: يا محمد لو اتبعناك تخطفتنا العرب {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا} [القصص:57] يقول: أوما سمعت ماذا فعلنا؟ أما قرأت الأخبار؟ أما أتى في التاريخ؟ {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل:1] سماهم أصحاب الفيل تهويلاً لهم، ولم يقل أصحاب أبرهة، مثل: الناس معهم حمار يقال لهم تصغيراً أصحاب الحمار: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ} [الفيل:1 - 5] بعض أهل العلم يقول: كانت هذه إذا رمت عادت فأخذت حجارة من جديد أي: أنها تعود إلى قواعدها وتتحمل مرة ثانية، وهذه هي التي ما شوهدت في التاريخ، وما صنعت في المصانع، وما عرفت إلا الغارات الموفقة، وما أخطأت واحدة منها، وهي عناية الله: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال:17].
ونستودعكم الله على أمل اللقاء بكم، وشكر الله لكم تعاونكم وحضوركم، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من الشهداء في سبيله، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.