سمعتم جميعاً هذا الكلام وتسمعونه في كل يوم، وهو مكتوب في المصاحف، محفوظ في الصدور.
من هو أبو لهب؟ أبو لهب: هو عم محمد عليه الصلاة والسلام، عمه في نسب الدم والطين، لا في العقيدة ولا في الدين، عمه من أسرته (بني هاشم) الأسرة الماجدة عبر الكرة الأرضية طولاً وعرضاً ومع ذلك بدأ به سُبحَانَهُ وَتَعَالَى باسمه فمرغه في التراب، فلا عمومة إلا عمومة الدين، ولا خئولة، إلا خئولة الدين، ولا نسب إلا نسب الدين، ولا محبة إلا محبة الدين.
من هو أبو لهب؟
أولاً: أبو لهب: أستاذ للجهالة وللإعراض وللعناد وللقوى الشريرة في العالم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
ثانياً: أبو لهب: رجل تكبر بجاهه وأسرته، ورفض الحق ورفض (لا إله إلا الله، محمداً رسول الله).
ثالثاً: أبو لهب: رجل كتب الله عليه ألا يسلم، ولا يؤمن ولا يعرف الحق، ولا يسجد لمن أنزل (لا إله إلا الله).
رابعاً: أبو لهب: عنده بيت، هيأه بأبنائه وبزوجته وبماله وبإرادته لحرب محمد عليه الصلاة والسلام.
خامساً: أبو لهب: يقف في الصف المعارض والمعسكر المحايد لمحمد عليه الصلاة والسلام.
زوجته (حمالة الحطب) هي أم جميل، تحمل الحطب في طريق محمد عليه الصلاة والسلام تحاربه صباح مساء.
أحد أبنائه اعترض على الرسول صلى الله عليه وسلم وبصق في وجه محمد أشرف الناس، فقال عليه الصلاة والسلام: {اللهم سلط عليه كلباً من كلابك} لم ينتصف عليه الصلاة والسلام منه ولم يمد يده، ولم يطلب الثأر لنفسه، بل قال: {اللهم سلط عليه كلباً من كلابك} فخرج هذا في سفر إلى الشام، ونام في وسط القافلة، فقال له أصحابه: ما لك تتخفى وتختبئ وسطنا؟! قال: أخشى أن يُرسل عليَّ كلبُ محمد في الليل، ولكن هل يحميه من الله حامٍ؟ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف:21] فجعله رفقته وأصحابه وسطهم، وفي وسط الليل الدامس أرسل الله عليه أسداً وهو من كلاب الله، فقام الأسد يتشمشم الناس ليتعرف على ذاك الجسم الخبيث الذي بصق في وجه محمد عليه الصلاة والسلام، فاستيقظ الناس وهم مضطجعون على ظهورهم ونظروا وإذا الأسد ملك الحيوانات يبحث عن فريسة، فكان الرجل يُخْلَع مكانه، وكان عرقه يتصبب، فيشمه الأسد، وينظر إلى خياشيمه فيتركه؛ لأنه ليس الفريسة، إنما أرسله الله على رجل باسمه وبعينه، حتى أتى إلى هذا الابن الضال المجرم للأب الضال المجرم، فالتَقَمَ رأسه لقمة واحدة.