ينبه على الإخوة المصطافين بأمور نريد أن نذكرها لأننا سمعناها من بعض المشايخ وبعض أهل الفضل والقائمين على الدعوة:
الأمر الأول: أنا أعرف أن أمامي أهل استقامة ورشد وخير والتزام بالحجاب حتى في أماكن الاصطياف وعدم الاختلاط، لأنه تسوهل في بعض المخيمات أن يأتي قرابة من مناطق متعددة، فيجلس الرجال والنساء سوياً، وهذا يخالف منهج الله عز وجل وكتاب الله، وهذه جلسة جاهلية: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
الأمر الثاني: وجد ضياع الوقت في المنتزهات، فلا يوجد عندهم في جلساتهم قراءة قرآن ولا تدارس حديث، ولا استماع شريط إسلامي، ولا ذكر لله، ولا زيادة نوافل، وهذا خطأ، لأن المسلم ليس من مقصده ضياع الوقت، قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون:115 - 116].
الأمر الثالث: وجد أن بعضهم يؤذي جيرانه برفع أصوات الغناء والمسجلات التي فيها أصوات تغضب الله عز وجل، وهذا خطأ، وقد شكي كثيراً من هذه الظاهرة، وهذه لا تبشر بالخير.
الأمر الرابع: الإسراف في الوجبات وتناول المطعومات والمشروبات، وهذه حلال لكن الإسراف فيها هو المحرم، قال تعالى: {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً} [الإسراء:26].
هذا ما حصل في هذه الليلة، وأعود مرة رابعة، وأقول للإخوة الذين ينزلون تهامة للدعوة في القرى كما أخبرتكم: إن أحد المحسنين تقدم بسيارة تبرع جزاه الله خيراً، وهي على وشك أن تشترى بما يقارب خمسين ألفاً، وجهزها للدعاة الذين ينزلون إلى ضواحي تهامة لتعليم الناس الإسلام الذي أتى به محمد صلى الله عليه وسلم، وجهة البادية، والقرى المجاورة لـ أبها ودائماً كل يوم جمعة في العصر يجتمع الإخوة هنا وينطلقون إلى هذا الضواحي يعلمون الناس الدين بشيء مبسط ميسر، وقد قال صلى الله عليه وسلم: {لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم} يعلمونهم الفاتحة والوضوء والصلاة، وينهونهم عن الكبائر والمحرمات؛ لينقذوهم من النار ويدلوهم على الجنة: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108].
وأدعوكم كما ذكرني بعض الإخوة في رسائلهم أن أنبه على الإخوة لشراء الأشرطة وإهدائها للناس لتكون أسلوباً للدعوة، لأنه ليس كل أحد يستطيع الكلام مع الناس، فإهداء الشريط الإسلامي مطلوب، وأنا أدعو أهل التسجيلات الإسلامية أن يعنونوا في آخر كل شريط بطلب إهداء الشريط إلى الإخوان المسلمين وإلى الأخوات المسلمات وإلى إدخاله البيوت علَّ الله أن يصلح به وأن يهدي به وينفع.
شكر الله لكم استماعكم، وجمعني بكم في دار الكرامة، وثبتنا وإياكم على الاستقامة، وألهمنا كلمة الخير والعدل والسلامة، وأحلنا بها الجنة، وثبتنا وإياكم حتى نلقاه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
وأعتذر عن بعض الأسئلة لأنها إما سؤال شخصي أو سؤال لا يناسب عرضه على الناس، وبالإمكان الاتصال بي أو بأحد الإخوة من طلبة العلم للإجابة، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.