Q هل من كلمة حول هاتين الشخصيتين: أبو حامد الغزالي وابن حزم الظاهري؟
صلى الله عليه وسلم أبو حامد الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين، واسمه محمد بن محمد الطوسي الغزالي، هذا من أكثر العلماء الذين اختلفت فيهم عبارات أهل العلم، والذي أقوله في هذا الرجل كما قال الذهبي وغيره: أنه رجل مشكور ومأجور عند الله عز وجل، ولكن عليه مآخذ:
أولها: الرجل عاش أدواراً وأطواراً فقد عاش الفلسفة، ثم عاد إلى التصوف، وأتى في آخر عمره إلى أهل الحديث، فمات قبل أن يتم في هذا العمر فالعقيدة لا تؤخذ من كتبه ولا منه، فهو أشعري منطقي فيلسوف، يأتي بالتأويل ويثبته ويرى أنه الصحيح، كما في المجلد الأول من الإحياء.
الأمر الثاني: الرجل في الحديث حاطب ليل.
أوردها سعد وسعد مشتمل ما هكذا تورد يا سعد الإبل
فيأتي بالموضوعات كأنه ينقلها من صحيح البخاري ومسلم.
الأمر الثالث: الرجل معجب بـ الصوفية، يمجدهم ويسترضيهم، ويمدحهم مدحاً عجيباً فهذه مقاتله الثلاثة.
أما نبله: فيأتي من زهده، وسعة علمه، وغيرته على الإسلام، ونسأل الله أن يكون ممن قال فيهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ} [الأحقاف:16].
وأما أبو محمد علي بن حزم الظاهري؛ فهذا منجنيق الأندلس -كما قال ابن القيم - وهو شمس ولكنها طلعت من الغرب، ذكي لامع، يقول الشوكاني في البدر الطالع: ما بين ابن تيمية وابن حزم بأقوى من الرجلين.
لكن البشر فيهم نقص، قال أهل العلم: عليه عدة مآخذ:
أولها: أنه ترك القياس ونفاه وأنكره، فضاق عقله في الشريعة، وضاقت دائرته، وأصبح يدور حول نفسه.
الأمر الثاني: أنه شديد على العلماء، فأخذ في أعراضهم -والله يسامحه ويغفر له- ونسي أنه يتخاطب مع مالك وأبي حنيفة والشافعي، لكن اعتذر له، فهم كرماء والله أكرم، وعسى الله أن يتجاوز عنه.
الأمر الثالث: الرجل مؤول في الصفات، فهو سال في موضع الجمود وجمد في موضع السيلان فإن الفروع تحتاج إلى عقلية وقياس، فرد القياس، وأتى إلى الصفات فأتى بالقياس.
يوم يمانٍ إذا لاقيت ذا يمن وإن لقيت معدياً فعدناني
فقد أساء في المعتقد في الصفات، حتى قال عنه ابن تيمية: "إن أبا الحسن الأشعري خير منه في الأسماء الصفات".
المسألة الرابعة: أنه أباح الغناء، لأنه ضعف حديثاً في البخاري تجاوز الله عن الجميع.
وعلى كل حال فمناقبه كثيرة فهو محدث وعالم وداعية، دمغ الكفر والنصاري واليهود والرافضة، وحسناته تربو على سيئاته.
أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا