ولذلك نجدهم في الأزمات لا يتذكرون التوكل، تجد كثيراً من الشباب يختلفون في تحريك الأصبع، مع أن إخلاص التوحيد وأعمال القلوب قد ركز عليها دعاة الإسلام مثل ابن تيمية، فقد ألفَّ في الخوف والرجاء مجلداً, بينما تحريك الأصبع أتى بها في سطر, والشباب عندنا يتكلمون عنها في مجلدات، والتوكل لا يذكرونه أبداً.
أعمال القلوب ممن يخاف من يحب الرجاء في الله الولاء لله التوكل على الله الرهبة الخشوع الخشية هذه لا تدرس إلا القليل النادر في المقررات.
نحن مقصرون في تعليم الناس التوحيد الصحيح, وتضخيم المسائل الفرعية الجزئية وينتجح عنه تصغير مسائل المعتقد, وهناك من يقول: " لا نحتاج التوحيد!! الله على العرش استوى درسناه في أول ابتدائي!! ".
التوحيد تدرسه حتى تدخل قبرك، مع المحبرة حتى المقبرة.
الأمة الإسلامية الآن لم يتجلّ لها التوحيد الصحيح، ولم تعرف الله حقيقة إلى اليوم إلا من رحم ربك, فواجبنا أن نوضح التوحيد الصحيح للناس, فنعرض عليهم كتب أهل العلم: العقيدة الطحاوية , كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومنها كتاب التوحيد , وكتب ابن تيمية وابن القيم , هذه نعرضها للناس.
ابن تيمية لم يؤلف في الفرعيات كثيراً, أظنه ألف فقط كتيباً صغيراً، وأكثر كتب ابن تيمية في الإيمانيات، في الأصول، والمعتقد, قالوا له: ما لك لا تؤلف في الفروع؟ قال: الفروع أمرها سهل، وإن عبد العابد ربه على مذهب أبي حنيفة أصاب, وإن عبد على مذهب مالك أصاب، أو الشافعي، أو أحمد، لكن مسألة الإيمان والتوحيد والمعتقد, لا يقبل فيها قولان، بل قول واحد.
يسأل عن وجود الله؟ فيقول: فيه قولان!! وعندما يسأل عن الأسماء والصفات؟ يقول: الأمة كلها سواء؛ المعتزلة والأشاعرة والجهمية والمعطلة كلهم من أهل السنة، وهذا خطأ فإن الطائفة المنصورة هي أهل السنة والجماعة فقط.