خاتمة

يا أيها الإخوة الكرام: هي أربع نقاط، أحببنا أن نتدارس مع هذه الوجوه الخيرة النيرة فيها، وهي: موقفنا من الكتاب العظيم، من القرآن الذين أهملناه وما حفظناه، وموقفنا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وموقفنا من أوقاتنا وأيامنا الغالية.

والعجيب أن أحد الأمريكان له كتاب موجود في السوق، اسمه: دع القلق وابدأ الحياة هذا الكاتب مؤلفه اسمه: دايل كارنيجي أمريكي، يقول: الأمريكان يقرءون في اليوم والليلة ست عشرة ساعة، من أربع وعشرين ساعة، أمريكان لا يعتقدون أن الله يبعث الناس يوم القيامة، ونحن الذين من سلالة أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، ونحن الذين نقول: إننا فتحنا العالم، وكلما أتانا إنتاج قلنا: هذه بضاعتنا ردت إلينا، ونقول: نحن في مهبط الوحي، لا يقرأ الواحد منا إلا من رحم الله في اليوم ساعة أو ساعتين، وإذا قرأ ساعة ذهب يخبر جيرانه وإخوانه أنه قرأ ساعة، ويقول: سئمت ومللت وأصابني النعاس وأصابني كذا وكذا.

فلذلك كيف يكون أهل الكفر والذين لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة أكثر منا قراءة، يقول موشي ديان وزير حرب العدو الميت الهالك إلى نار جهنم: العرب لا يقرءون.

يقولون: نشرتم أسراركم في صحفكم، فكيف لم يقرأها العرب؟ قال: العرب لا يقرءون.

وهذا موجود فينا وأكثر ما يوجد في بلادنا نحن، فالعرب أسهل أو أيسر لكن يقرءون أكثر منا، ونحن أقل الناس قراءة.

فالذي أريد أن أنبهكم إليه هو أن تقبلوا على مكتباتكم، وأن تستشيروا أساتذتكم في الكتب الجيدة، فليس كل ما يعرض في السوق يشرى، بل تأخذون الكتب النافعة الطيبة، كـ الصحيحين، وكتب ابن القيم، وابن تيمية، وكتب ابن كثير، وكتب التفاسير التي تزيدكم علماً وتقوى ويقيناً، وتهديكم إلى الصراط المستقيم.

ثم أدلكم على الشريط الإسلامي، أن تقتنوه في سياراتكم وفي بيوتكم بدل شريط الأغنية، مسلم ويستمع إلى الغناء؟! مسلم ويستمع العهر ويستمع الفجور؟! مسلم ويستمع ما يقال في الفحش؟! حتى يقول عمر بن عبد العزيز لأبنائه: الله الله لا تستمعوا الغناء، فوالله ما استمعه مستمع إلا حبب إليه الفاحشة.

ويقول عقبة بن عامر، القائد المسلم الكبير فاتح أفريقيا لأبنائه: أسأل الله عز وجل أن يعصمكم من الغناء، فوالله إن استمعتموه لا تحفظون كتاب الله أبداً.

فالغناء هو سبب تضييعنا للقرآن، وسبب ضياع أوقاتنا، وسبب إنهاء علمنا من رءوسنا.

أيها الإخوة الفضلاء: لا أريد أن أطيل عليكم، وإلا فالحديث كثير، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، لكني أشكركم شكراً جماً على تواضعكم، وعلى جلوسكم، وعلى تحملكم حرارة وتوقد الشمس؛ لتستمعوا فجزاكم الله خير الجزاء، وشكراً لكم الشكر الكثير، وأسأل الله الذي بيده مفاتيح القلوب أن يفتح على قلوبنا وقلوبكم، وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل، وأن يجعل منا ومنكم مفاتيح للخير هداة مشاعل حق، نقود أنفسنا وبيوتنا ومجتمعاتنا إلى سواء السبيل، نعرض عمن أعرض عن الله، ونتحاكم إلى شرع الله، ونستروح إلى هدى الله، ونسير على منهج الله ومنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم.

اللهم فافتح علينا من فتوحاتك، واهدنا سواء السبيل، وتقبل منا ما قلنا وما استمعتم.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015