أهمية السؤال

الحمد لله رب العالمين، ولي الصالحين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

عنوان هذه المحاضرة: (سؤال وجواب) ورقمها: السادسة بعد الثلاث مائة، وأشكركم على حضوركم، وأشكر إمام المسجد على تقديمه، وأسأل الله أن يجمعنا بكم في دار الكرامة.

قبل أن أبدأ في هذه المحاضرة وهي على شكل سؤال وجواب، أنبهكم على سنة المغرب؛ فإن من لم يصلها عليه أن يصليها في ختام المحاضرة، ومن لم يتسن له إلا بعد العشاء فليصلها بعد العشاء، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقضي السنن الرواتب، وهاتان الركعتان بعد المغرب من السنن الرواتب التي حافظ عليها رسول الهدى عليه الصلاة والسلام، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر قال: {حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر، وركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها}.

أيها الإخوة الفضلاء: لقد أمر الله رسوله عليه الصلاة والسلام بالسؤال، فقال: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزخرف:45] والسؤال نصف العلم، والجواب نصف العلم، وحسن السؤال من حسن العقل؛ وعند أبي داود: {أن رجلاً أصابته شجة -جرح في رأسه- فقال لأصحابه: هل لي رخصة في أن أتيمم؟ قالوا: لا رخصة لك، فذهب إلى الماء، فاغتسل، فدخل الماء في جرحه فمات، فلما أُخبر الرسول عليه الصلاة والسلام قال: قتلوه قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا، إنما شفاء العي السؤال} والله يقول: {فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل:43].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015