Q بعض الأطباء يقولون عن القلب: إنه مجرد آلة لضخ الدم، ولا علاقة له بحب ولا كراهة ولا إيمان، وإنما كل هذا عن طريق الدماء، فكيف أرد؟
صلى الله عليه وسلم لأهل العلم ثلاثة أقوال في أيها المقصود بالقلب في القرآن: أهو هذا الجسم الصنوبري مخروطي الشكل أو المقروب هذا كلقمة الإنسان أو هو الدماغ.
منهم من قال: الدماغ، ومنهم من قال: القلب، ومنهم من قال: إنه شيء مشترك بين القلب والدماغ، والله عز وجل ذكر القلب بالقرآن أكثر من العقول؛ لأنه المصدر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره وأشار إلى صدره في الصحيح وقال: {ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهو القلب} وهذا يدلنا على أن القول الصحيح عند أهل العلم هو من قال: إنه القلب الذي في الشق الأيسر للإنسان، وأما الطبيب فهل يعرف هل هذا هو مستودع الحب والكراهة والإيمان أم لا؟ هو يرى دماً ويرى لحماً، ولذلك هو لا يدفع عن نفسه ضراً ولا يملك لها نفعاً.
فهذا الطبيب الذي يداوي الأمراض يخنق ويصرع بالموت:
مات المداوي والمداوى والذي صنع الدواء وباعه ومن اشترى
فهذا لا يعرف شيئاً ولا يطلع علم الغيب، وهذا شيء أكبر من عقله، وأكبر من شهادته إن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى جعل الإيمان والكفر، وهي مسألة يقولها أهل الترف اللفظي، يقولون: لو نقلنا قلب خواجة كافر إلى جسد مسلم فهل يصبح هذا المسلم كافراً؟ أو قالوا: لو نقلنا قلب مسلم إلى كافر فهل يصبح الكافر مسلماً؟ ونقول: هذه خزعبلات.
فإن الله هو الذي أودع الإيمان، وليس هو في هذا اللحم والدم، وليس بنقله ينتقل الدين من شخص إلى شخص، والله تعالى قد حدد هدف هذا الإنسان محمد بذاته لا جورج بذاته.