الإملاء أي: الإمهال.
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ} [الأعراف:183]
فتجد بعض الطغاة عمره أطول من عمر الفيل فلا يموت, يسفك دماء المسلمين ويقتل، ويهدم المساجد، ويمزق المصاحف وتقول: عجباً, ما أطول عمر هذا المجرم! لماذا لا يقصم الله ظهره؟
لكن الله يقول: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم:42] فهذا يكدس من الخطايا مثل الجبال, ويكون عنده من الذنوب وسجلات السيئات مثل الجبال، قال تعالى: {إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء}) [ابراهيم:42 - 43].
سنة من سنن الله أن يملي للظالم, وقد ورد في الحديث الصحيح: {إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته} حتى تجد بعض الظلمة من أنعم الناس, وأقواهم صوتاً وصولةً وقوةً وسمعةً، وتجد بعض المؤمنين مضطهدين, وبعض الأولياء في خيمة وجوع وعطش وعري، وذاك المجرم متسلط, فيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر, حتى إذا أخذه لم يفلته, قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102].
فهذه مسألة لا تغيب -مسألة الإملاء- وهي أن الله يملي ويمهل للظالم ويعطيه من طول العمر, حتى سمعنا من بعض الناس من يقول عن الطغاة في الشرق والغرب: لماذا يتركهم الله هذه السنوات؟ الواحد بلغ الثمانين لماذا لا يأخذه الله ليستريح الناس منه؟
حكمة بالغة وقدرة من الله، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} [الفرقان:20].