وأما قوله: {وقني شر ما قضيت} فالله عز وجل هو الذي كتب الخير والشر، والمانوية قالت: إله الخير النهار، وإله الشر الليل، والمانوية فرقة شمالية شرقية، كانت تسكن فيما يقارب وراء نهر سيحون وجيحون من حدود الصين إلى قرب الاتحاد السوفيتي.
وهذه الفرقة ضالة كافرة، تعبد الليل والنهار، فالنهار والنور عندهم إله الخير، والظلمة إله الشر، فرد الله عليهم في أول سورة الأنعام فقال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام:1] تقول المانوية: من قاتل في الليل لا ينتصر، وتوصي ملوكها: ألا تقاتل في الليل، وسيف الدولة الحمداني كان والياً في الشمال، قاتل في الليل فغلب الروم أربع عشرة مرة في الليل، فحياه المتنبي -شاعره- وقال:
فكم لظلام الليل عندك من يد يحدث أن المانوية تكذب
يقول: كم أهدى لك الليل من نصر، وهذا يكذب ما تقول المانوية، فهي تقول: لا تنتصر، وأنت انتصرت أربع عشرة مرة.
فرد الله عليهم سُبحَانَهُ وَتَعَالى بأنه خلق الليل والنهار والظلمة والنور، والسماوات والأرض.