أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً ألا يغضب فقال: {لا تغضب}.
قال بعض المطالعين من المربين: أبلغ نظرية في الأخلاق نظريته صلى الله عليه وسلم وهو يقول للرجل: {لا تغضب} ولو اختصر الخلق في شيء لاختصر في كلمة لا تغضب، وإذا أردت أن توصي أحداً في حسن الخلق فقل له: لا تغضب.
وحسن الخلق عرَّفه الأئمة بأنه: بسط الوجه وألا تغضب.
فبسط الوجه بأن تتبسم وألا تكفهر.
قال أهل الطب: العضلات إذا عبس الوجه انعقدت تسع عشرة عضلة منها، وإذا ابتسم في الوجه وانطلق لا تنعقد إلا عضلة فأنت توفر بهذا ثماني عشرة عضلة، حتى أنك تجد الدم فائراً والقلب يحترق بسبب الغضب، والعبوس ليس في الإسلام والعبوس ليس ديناً، وبعض الناس يريد أن يظهر العبادة والدين والزهد في وجهه، فتجده يظهره في وجهه وفي ثوبه، ولكن قلبه ليس بذاك، ودينه ليس بذاك.
حتى أن ابن الجوزي يقول في صيد الخاطر: رأيت أناساً يتزمتون ويظهر عليهم العبوس، ويظهرون التعبد للناس، وإن القلوب لتنفر منهم، ورأيت أناساً يتبسمون ويمزحون، وإن القلوب تطوف بهم؛ لأن الحب من الواحد الأحد وليس من الناس؛ فأنت لا تتصنع للناس.
أفدي ظباء فلاة ما عرفن به مضغ الكلام ولا زجَّ الحواجيب
كن عفوياً، أي: أن تعامل الله عز وجل وما عليك من أحد لكن بحسن الخلق.