ومن شياطين الإنس: رءوس القبائل الذين يتحاكمون لغير منهج الله وشريعته، فيأتي أحدهم إلى قبيلته، فيرفض الشريعة جملة وتفصيلاً، ويُجْمع معهم على الكفر بالقرآن والسنة، ولو لم يتلفظ بذلك، لكن ربما يقول: سلوكياتنا، وعاداتنا، وأخلاقنا، وتراثنا، وتقاليدنا، وجعلها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والشيخ محمد بن إبراهيم من رءوس الطواغيت: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة:50].
فتجد في بعض القبائل رجلاً متصدراً، وهو شيطان من شياطين الإنس، إذا دعوتَه للشريعة، قال: لا.
أنا وقبيلتي على هذا إلى آخر قطرة من دمائنا، فتدعوه إلى الحجاب الشرعي، يقول: لا.
قلوبنا نظيفة نشَأْنا على هذا آباؤنا وأجدادنا، ويعترض على الشرع، تدعوه إلى أن يسلم الميراث للمرأة الضعيفة المسكينة الذي ذكره الله في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم يقول: لا.
عيب عندنا على المرأة أن تطلبت الميراث، وهذه شريعة غير شريعة الله عز وجل.
وتجده يجعل مراسيم لأخذ الأموال ظلماً من الناس، والرشوة، وغير ذلك، وتجده أحياناً قد يحارب الدعاة في قبيلته، فيضطهدهم، ولا يقبل كلامهم، ويعارضهم، ولا يسمح بالندوات والمحاضرات والدروس، فهو شيطان من شياطين الإنس، وتجده أحياناً قد يعترض على فتاوى أهل العلم، كأن تقول له: الاجتماع في وقت العزاء من أمور الجاهلية، وقد حرمه أهل العلم، فيقول: ومن هم أهل العلم؟ وما يدريهم؟ لا بد من هذا! لا تصلح الأمور إلا بهذا، لنا عادات وتقاليد لا بد أن نستمر عليها فهذا طاغوت، وشيطان من شياطين الإنس.