الثالث: النمامون:
والنمام: هو الذي يفسد بين الجيران والأُسَر، وبين القبائل والعشائر، وهذا موجود في كل مجتمع، وفي كل قرية.
وشياطين الإنس النمامون هؤلاء من الرجال ومن النساء، وهم كتل بشرية تمشي على الأرض، وتحرق قلوب العالمين، وتقطع الأواصر: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد:22 - 23].
قال عليه الصلاة والسلام: {لا يدخل الجنة نمام} وذلك لما يفسد، قال بعض العلماء: يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة.
وقد وجدنا أثر شياطين الإنس من النمامين في المُقَاتَلَة التي تقع بين القبائل بالسلاح، وإزهاق الأرواح، وسفك الدماء، بسبب نميمة النمام.
ورأينا النمام في تقطيع أواصر الجيران، وذهابهم إلى المحاكم الشرعية، والشكايات فيما بينهم بسبب كلام النمام.
ورأينا النمام يفعل بين الزملاء والقرناء، والأحبة، فيفسد بين الصاحبين، والحبيبين، والزميلين، والصديقين، فيجعل بينهم ناراً تلظى، وجَبَلاً من رماد في القطيعة والمسبة والغضب.
ورأينا النمام يدخل بين الرجل وزوجته، وبين الرجل وأبنائه، وبين الأخ وأخيه، فيهدم البيت فيبقى البيت قاعاً صفصفاً لا ترى فيه عوجاً ولا أمتاً.