قال أهل العلم: تستطيع أن تتغلب على الشيطان بأمور:
الأمر الأول: الاستعاذة:
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98].
وقال: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت:36].
فإذا أحسست بالشيطان في غضب، أو شهوة، أو كِبْر، أو غفلة، فالتجئ إلى الواحد الأحد.
وقال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل:99 - 100].
وقال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ} [المؤمنون:98].
قالوا في تفسير هذه الآية: أي: مَرَدَة الجن.
وقيل: الجن عموماً.
وقيل: الفَسَقَة منهم.
فعليك أن تلتجئ إلى الله.
وعند البخاري في الصحيح عن سليمان بن صرد قال: {تسابَّ رجلان -وليس تسابَّا؛ لأن هذه الأخيرة على لغة (أكلوني البراغيث) وإنما هي تسابَّ؛ لأنها بمعنى: تعدد الفاعل- قال: تسابَّ رجلان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فسبَّ أحدُهما الآخر حتى احمر وجه الآخر، فقال صلى الله عليه وسلم: إني أعلم كلمةًَ لو قالها لأذهب الله عنه ما يجد، لو قال: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
فأُخبر الرجلُ، فقال: أمجنون أنا؟!}.
أي: تكبَّر ولم يقُلْها.
فأول شيء تبدأ به أن تستعيذ.
الأمر الثاني: الوضوء:
أن تتوضأ، وهو سلاح المؤمن، ولا يطرد الشيطانَ شيءٌ كالوضوء.
الأمر الثالث: الإكثار من ذكر الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى:
فإن الذكر من أعظم الأسلحة، ويسمى: الحصن الحصين، وهو السلاح الفتاك الذي يُقْتَل به أعداء الله عز وجل فتكون مسبحاً مستغفراً مهللاً مكبراً.
الله أكبر! كل هم ينجلي عن قلب كل مكبر ومهللِ
وهو من أحسن ما يكون.
قال تبارك وتعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة:152].
وقال سُبحَانَهُ وَتَعَالى: {أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد:28].
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} [الأحزاب:41].
وقال جلَّ شأنه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191].
وفي الصحيح: {مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت}.
الأمر الرابع: الإيمان:
فالإيمان وترسيخه في القلب من أعظم ما يطرد الشيطان.
ويكون ذلك بالتفكر في الآتي:
التفكر في آيات الله الكونية: في السماء في الأرض في الذوات في المخلوقات في الكائنات في العجماوات في الجمادات في الزواحف في الحشرات كلها تدلك على رب الأرض والسماوات.
التفكر في آيات الله الشرعية: وهو القرآن العظيم، بتدبر وتمهل وتأنٍ؛ ليكتب الله في قلبك الإيمان، ويؤيدك بروح منه.
الأمر الخامس: صدق اللجأ:
وهو الاستجارة بالله، والدعاء، وتفويض الأمر إليه.
الأمر السادس: العلم الشرعي:
وهو أعظم ما يُطْرَد به الشيطان، والشيطان يغضب من العلماء وطلبة العلم، ومن مجالس العلم، ولا يُرى أدحر ولا أصغر منه عند مجالس العلم، أو اجتماع أهل الخير، كاجتماعهم في عرفات، أو يوم الجمعة، أو في الدروس العلمية، أو المحاضرات النافعة، فإنه يَصْغُر ويَذِل ويُدْحَر ويَخْنَس ويَخْسأ.
الأمر السابع: الجلوس مع الصالحين:
ومنها أيضاً -أيها الإخوة الفضلاء- ومما يعمق ذلك: الجلوس مع الصالحين، ومحبتهم، وطلب دعواتهم وزياراتهم.
هذه مما يطرد بها الشيطان الرجيم، وكذلك أمثالها من الوسائل المفيدة النافعة، التي بُيِّنت في كثير من المناسبات.