أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} [الناس:1 - 6]
هذا درس هذه الليلة، هذا كلام الله عز وجل، هذا الكلام المبين الذي أنزله على رسوله عليه الصلاة والسلام.
فمن يستطيع أن ينظم مثل هذا الكلام، أو أن يقول كهذه العبارات، أو أن يصوغ كهذه الجمل؟!
روى الإمام مسلم في الصحيح عن عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {لقد أنزل الله عليَّ آيات لَمْ يُرَ مثلهن: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [الناس:1] و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} [الفلق:1]} وقرأ السورتين عليه الصلاة والسلام.
وكان عليه الصلاة والسلام يعيذ الحسن بتعاويذ، فلما أنزل الله المُعَوَّذَتَين: (الناس) و (الفلق) قرأهما عليه الصلاة والسلام واكتفى بهما.
ويكفي من أراد أن يستعيذ بالله أن يستعيذ بسورة (الناس) وبـ (الفلق).
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه سورة هي آخر سورة في المصحف، فمن أولها إلى آخرها سينات مشتبكة، كأنها حركة الشيطان وهو يوسوس في صدر ابن آدم، أو كأنها حركة الموسوسين الذين يوسوسون من الإنس في آذان الناس.
وسوف تسمعون كلام أهل العلم من العصريين، وسوف تسمعون إن شاء الله بعض الأفكار المطروحة، وبعض كلام أهل الأدب في هذه السورة.