هذه قصة من قصص التاريخ أثبتت وحفظت ونقلت: {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق:37].
هل من عاقل؟! هل من متدبر؟! هل من سعيد يعلم أن السعادة في السجود لله، وفي تلاوة كتاب الله، وفي ذكر الله، وفي الالتجاء إلى الله؟! فوالله ليست السعادة في الدور ولا في القصور ولا في الحدائق:
ألارب ذي طمرين في جنة غدت حدائقه ملتفة ونمارقه
قد اطردت أنهاره حول قصره تبهج والتفت عليه حدائقه
فكم من نعيم للمساكين عند الله! وكم من سعادة للعارفين بالله! وكم من شقوة لمن جعل الحياة الدنيا هي حياته، فقدم المعاصي والشهوات، ما كف بصره، ولا رد سمعه، ولا حفظ لسانه ولا فرجه ولا بطنه، فسوف يندم ويبكي يوم لا ندم: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} [الأنعام:94].
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفره وتوبوا إليه؛ إنه هو التواب الرحيم.