السبب التاسع: تجنب نيل الشخص والتشفي به، بدل أن تحاورني في مسألة وما كان أن تعارضني في قضية تبدأ تجرحني وأجرحك؛ هذا ليس مبدأ الحوار، الشخص شيء والقضية التي تعرض شيء آخر، كان ابن قدامة صاحب المغني إذا أراد أن يناظر أحداً تبسم في وجهه فيقول أحد العلماء: هذا والله يقتل الناس بتبسمه، يقول المتنبي:
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
والمعنى: أن التبسم والأريحية والهدوء تقتل الخصم؛ لأن الخصم يريد منك أن تتفاعل وأن تحترق بداخلك، فإذا أظهرت له أنك لا تتأثر وأنك هادئ احترقت أعصابه، وهذا ما يفعله كثير من أهل العلم، فليس من نيل الأشخاص فائدة في باب النقاش فهذا يقع فيه كثير من الناس، فتجدهم ينالون الأشخاص في قضية خالفوهم فيها، مثلاً: يخالفك في قضية فيها ضم اليد اليمنى على اليسرى تحت السرة، وأنت ترى أنه على الصدر فإذا خالفك تقول: وخالفني، وسمعت أنه بخيل، وسمعت أنه جبان، وسمعت وسمعت! ما دخل الجبن والبخل وغير ذلك في ضم اليد اليمنى على اليسرى على الصدر، قضية تُداخلها في قضية أخرى هذا لا يصح وهذا هو عنوان الانهزام.