الخامس من آداب الخلاف: التواضع في الرد، قال تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [سبأ:24] تأتي أولاً تظهر أنك لست جازماً في الحق، هذا تواضع تقول: أنا رأيي وقد يكون رأيي خطأ، ومن وجهة نظري وأظن أن وجهة نظري يمكن أن تكون خطأ، والله أعلم، وما أدري، ولكن لو سمحت حفظك الله، ولو رأيت أن أعرض عليك المسألة وما أدري هل رأيي صواب أم خطأ، لكن أريد أن أسمع رأيك، فإذا أتيت في تواضع تواضع هو معك، واعلم أن كل إنسان مهما كان فإنه يرى لنفسه مكانة، فإذا أتيت للإنسان تنزل من قدره، وتقول: رأيك خطأ ورأيي هو الصواب وأنت اسأت وأخطأت وما ينبغي لك؛ فإنه سيغضب عليك، لكن عليك أن تبدأ بالحوار كما فعل صلى الله عليه وسلم، ولذلك منهج القرآن يرشد المؤمنين إلى ذلك قال تعالى: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [سبأ:24] مع العلم أنه معروف أن أهل الإيمان على هدى وأهل الكفر في ضلال مبين، فالمقصود: أن تتواضع لقرينك وأن تذكر فضائله في أول الرد تقول: عرف عنك الخير، وأنت صالح وصادق، وعرف عنك الفضل والدعوة والبذل، ولا نسمع عنك إلا الخير؛ لكن ما رأيكم في هذه المسألة، ثم تبدي له بعض الأخطاء بتواضع كامل.