الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أيها الإخوة الكرام: هذه الحلقة الثانية من محاضرة: مصارع العشاق.
وهذا مساء السبت السادس والعشرين من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة واثني عشرة هجرية.
اللهم يا أرحم الراحمين، ويا أكرم المعطين، ويا كنف المستضعفين، ويا مؤمَّن الخائفين، نسألك رحمة منك لا تبقي بؤساً، وغنىً منك لا يبقي فقراً، ونصرة منك لا تبقي ذلة، وقوة منك لا تبقي ضعفاً.
اللهم تب علينا توبة نصوحاً، وافتح علينا من فتوحاتك فتوحاً، اللهم جنبنا الزلل فلا نسقط، وألزمنا السداد فلا نغلط، اللهم سلمنا من النكبات، واحفظنا من العثرات.
اللهم ثبت أقدامنا، وارفع أعلامنا، وسدد سهامنا.
اللهم إنَّا نسألك الروح والريحان، والأمن والإيمان، والرضا والرضوان.
اللهم من كادنا وكاد المسلمين فأرنا فيه العجائب، وزلزله بالمصائب، وامحقه بالنوائب.
اللهم إنا نسألك لين الكلمة، وحسن الفعال، وصدق المقال.
اللهم أذهب عنا الأهواء والأدواء، واللأواء والبأساء والضراء.
اللهم ألبسنا حلالاً، وأطعمنا طيباً، واجعل عملنا صالحاً متقبلاً.
اللهم ألف بين قلوبنا، ووحد بين شعوبنا، وأزل أسباب الفتن ووقود المحن.
اللهم اجعل راية الحق عالية، وراية الباطل واهية، يا أرحم الراحمين.
مواصلة لمصارع العشاق:
انتماء أهل السنة إلى حزب الله، والعبد وما ملك لسيده، إذا قلت ما اسم أهل السنة، فقل: هم الذين ليس لهم اسم إلا أهل السنة، شيخ أهل السنة محمد عليه الصلاة والسلام، وبيوتهم المساجد، وكتبهم القرآن ودواوين السنة ماذا يريدون؟
يريدون وجهه سُبحَانَهُ وَتَعَالى مواعيد الدروس عند أهل السنة بالغدو والآصال.
لهم علامات منها: حب الصحابة، فلا يلعنون الصحابة، ويلعنون من يلعن الصحابة، ولا يبغضون الصحابة، ويبغضون من يبغض الصحابة، ويترضون عنهم جميعاً، رضي الله عن الصحابة، {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر:10].
ومن عقائدهم: عدم تكفير أهل الكبائر ما لم يستحلوها، وزيادة الإيمان ونقصانه، فالإيمان يزيد عندهم بالطاعة وينقص بالمعصية، والقدر عندهم خيره وشره من الله، والأعمال عندهم من الإيمان، والعبد له مشيئة تحت مشيئة الواحد الأحد: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} [الإنسان:30].
أهل السنة هم رواد الجنة:
هم القوم إن قالوا أصابوا وإن دعوا أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا
ولا يستطيع الفاعلون فعالهم ولو حاولوا في النازلات وأجملوا