الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين.
أمَّا بَعْد: -
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
كان عنوان الدرس الماضي: (أخطاء شائعة يقع فيها كثير من الناس) وعنوان هذا الدرس: (من أخبار السلف) وأخبار السلف الصالح شائقة رائقة، هي منجم بكر، وبستان يدخله العابدون، وحديقة يرتادها الموحدون، وسوف أعرض من أخبارهم لمسائل مع حبيبنا وقدوتنا ورائدنا وقائدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
وعناصر هذا الموضوع كما يلي:-
- الرسول صلى الله عليه وسلم، يرسل عمر لجمع الصدقات.
- الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لـ أسامة: {كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة} وقصة ذلك.
- الصحابة يبحثون عن الرسول صلى الله عليه وسلم وقد فقدوه من المسجد.
- استقبال حافل لوفد عبد القيس، وحوار مع الرسول عليه الصلاة والسلام.
- أبو هريرة يكلم الشيطان مباشرة.
- حوار بين أبي بكر وعمر في قتال المتمردين.
- الرسول صلى الله عليه وسلم يعاتب أبا ذر، وقضايا في ذلك.
- أبي بن كعب في موقفين عظيمين يشهدان له عند الله تبارك وتعالى.
- أبو محذورة المؤذن في يوم ميلاده.
أيها المسلمون: ننتقل بكم إلى محمد عليه الصلاة والسلام، إلى طيبة الطيبة، إلى المدينة، سلفنا الصالح، والقدوة المثلى، والجيل الذي لا يتكرر في التاريخ أبداً، إلى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لماذا؟
الأمر الأول: لنعيش القدوة التي طمس عليها لما كثرت الفتن والمغريات والشهوات، والحرب الشعواء التي سلطها الغرب على أجيالنا، وفصلوا بين كثير من أجيالنا وبين السلف الصالح.
ولذلك لا يذكر في المجالس أبو بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا أُبي ولا حسان ولا خالد إلا قليلاً، لماذا؟
لأن الوقت -إلا عند من رحم ربك- صرف إلى المسلسلات والأغنيات، والمجلات والندوات، والشهوات، فكان لزاماً على من تكلم أن يعيد الجيل إلى أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام.
الأمر الثاني: أننا بذكرهم في هذا المجلس نعيش معهم، وهم القوم لا يشقى بهم جليسهم {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام:90].
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
ملكنا بأقطاب السماء عليكم لنا قمراها والنجوم الطوالع
الأمر الثالث: نفهم من سيرتهم كيف عاش هذا الإسلام الخالد؟ وكيف تعاملوا معه؟ وكيف كانت مجالسهم؟ ولذلك أسأل الله أن تتصل هذه السلسلة وأن تتعمق، وأن تترسخ، وأن تتكرر كثيراً مع دروس مقبلة بحول الباري.