Q هل يعد الأشاعرة من أهل السنة والجماعة مع أن من بينهم علماء مشهورين كـ ابن حجر والنووي رحمهم الله؟
صلى الله عليه وسلم هذا الحديث مستفيض ويحتاج إلى تدليل وتجزئة وبسط كثير، وهناك رسالة للشيخ سفر الحوالي جيدة من أحسن ما كتب، والذي يظهر والله أعلم أن الأشاعرة قسمان: أشاعرة علم الكلام والمنطق، وهؤلاء قدموا العقل على النقل، وأتى ابن تيمية بيوتهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم في كتاب درء تعارض العقل والنقل، فهو قنبلة ذرية حتى يقول: ابن القيم ماطرق العالم مثل هذا الكتاب، فأساس هذا الكتاب الرد على الرازي لما قال: "إذا تعارض الدليل العقلي والنقلي: فإما أن نقدم النقلي، وإما أن نقدم العقلي، وإما أن نجمع بينهما، وإما أن نسقطهما" فأخذه ابن تيمية بتلابيب ثوبه، وأقره في عشرة مجلدات، فهؤلاء الأشاعرة من أهل المنطق قدموا العقل على النقل وأخطأوا خطأ بيناً، وضلوا ضلالاً معروفاً.
وأشاعرة المحدثين أو الذين على الأثر مقصودهم التنزيه وهم أحسن حالاً، وتجد لمحات في بعض كتبهم، كـ فتح الباري وكـ شرح النووي على صحيح مسلم، وهؤلاء لا يخرجون من أهل السنة، لكن يكون موقف أهل السنة والجماعة من الصفات غير موقف هؤلاء، لأن فيهم بدعة.
أما عموم أهل السنة فإنهم يدخلون في أنهم يريدون الخير، ولأن لهم أصولاً يجتمعون مع أهل السنة فيها، فالذي يظهر أنه إذا سمي منهج السنة في الصفات لا يدخل فيها الأشاعرة، وإذا سمي مطلق أهل السنة فإنهم يدخلون فيها، هذا ما توصلت إليه، وما أراه في هذه المسألة وأشده خطراً هم أهل المنطق من الأشاعرة، مثل الرازي وقريب منه صاحب الإحياء حجة الإسلام الغزالي وغيره، حتى ولو أن في بعضهم خيراً.
لكن أخف الطوائف على الإسلام الأشاعرة، وأثقلهم الجهمية والرافضة، وكان ابن تيمية يخالف الأشاعرة تماماً، والسبب في سجن ابن تيمية في مصر والإسكندرية الأشاعرة، هم الذين سجنوه لأنه خالفهم في هذه المسائل، ولكنه أثنى عليهم في بعض المواطن في المجلد الرابع، ذكر أن بعضهم خير من ابن حزم الظاهري في المحلى صاحب الصفات، هذا الذي عندي، وأنا أحيلكم إلى هذا الكتاب، وإلى غيره مثل المجلد الرابع لـ ابن تيمية، وكل كتب ابن تيمية التي تتحدث عن هذه المسألة.