Q هل الأفضل رفع الصوت بالبكاء والخشوع أثناء الصلاة خلف الإمام أو كتم الصوت؟
صلى الله عليه وسلم المسألة ليس فيها فاضل ولا مفضول, بل لا يرفع صوته, وليكتم ما استطاع لأنها صلاة, ولأن للصلاة خشوعاً وآداباً, وإن كان تكلف هذا الصوت, وتكلف الشهيق والزفير في البكاء, فهو مذموم, وقد خالف الأوْلى, وعليه أن يتقي الله, وليخفِ بكاءه ودموعه، وليكن بكاؤه لله عز وجل.
وإن غلبه ذلك فإنه يعذر؛ لأن بعض الناس يغلبه البكاء, فلا يستطيع أن يكتم صوته ولا أنفاسه لما في قلبه من حرارة وكثرة البكاء, فهو مأجور ومشكور, فقد كان أبو بكر رضي الله عنه يسمع نشيجه من آخر الصفوف, وسمع بكاء عمر من الصفوف المؤخرة في المسجد, وفي سنن أبي داود عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن أبيه قال: {دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعت لصدره أزيزاً كأزيز المرجل من البكاء} والمرجل: هو القدر الذي يغلي إذا استجمع غلياناً على النار.
والبكاء فضيلة ولا شك: {عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله} قال تعالى: {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} [النجم:59 - 60].
فلذلك مدح الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من يبكي من خشيته, وأعد الله له ثواباً عنده.