أقسام الناس في العلم

توزع العلم في الناس إلى ثلاثة أقسام، ونحن نقسم كل الأمة إلى ثلاثة أقسام:-

قسم ارتفع رأسه بهذا العلم، فجد في طلبه وظمأ له وجاع لتناوله واحتاج إليه، فحصَّل وجد واجتهد وأتعب نفسه، فتعلم وعلم الناس، فهو كالأرض الطيبة الخصبة، قبلت الماء فأنبتت من كل زهر الأرض ومن كل نبت الأرض: {وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} [الحج:5].

وقسم آخر لم يكن فيه من التقبل ما في القسم الأول لكنه حبس وأمسك الماء، فهؤلاء الذين تلقوا النصوص فحفظوها للأمة، فأتى أهل الفقه فأخذوا هذه النصوص والمتون والأدلة ففجروها للناس، ولذلك ضرب ابن القيم في الوابل الصيب أمثلة لهذين الصنفين من الصحابة والتابعين إلى قريب من عصره فيقول: من أمثلة الطائفة الأولى ابن عباس، فإنه فجر أرضه، أخرج كنوزها وأنهارها وأشجارها وأثمارها، فهو فقيه مستنبط علامة، ومثل الأرض الثانية كـ أبي هريرة والحفاظ، فأين حفظ أبي هريرة من حفظ ابن عباس؟ فحفظ أبي هريرة أعظم وأجل، وأين فهم ابن عباس من فهم أبي هريرة؟ ففهم ابن عباس أجل وأعظم، ثم أتت الأمة على هذه المستويات، وكلا الطائفتين مأجورتان مشكورتان، مرفوعة رءوسهما يوم القيامة.

أما الطائفة الثالثة فلا حياها ولا بياها، طائفة أحبت الحياة للبطون والفروج والدور والقصور، فما تعلمت ولا علمت وما استفادت من العلم، وأظنها غير المسلمين إن شاء الله، لأن أقل درجة المسلم أنه قبل ولو آية أو حديثاً.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015