لـ سيد قطب: هذا ليس تفسيراً كما قال صاحبه، هو كتاب أنداء وأطلال ونسمات وإشراقات وإبداعات وميزته:
1/ أنه يربط علم الواقع بالقرآن.
2/ أنه يتحدث عن الوقائع العصرية التي وجدت في هذا العصر.
3/ أنه كتب بيد رجل أديب يسيل قلمه أدباً وروعة ورشاقة، فهو يبدع مثل في سورة الغاشية، قوله تعالى: {أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْأِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ} [الغاشية:17 - 18] يقول في كلام ما معناه: أفلا ينظر أهل الصحراء إلى السماء، والسماء في الصحراء لها طعم ومذاق، فكأنه لا سماء إلا في الصحراء، السماء بأصيلها الفاتن بحديثها الساحر إلى آخر ما قال.
4/ ومن ميزته: أنه كتبه رجل عرف الكفر عن كثب، ودخل أمريكا ورأى أوروبا، ورأى المجتمعات الجاهلية، وقرأ كتبهم ثم أتى يكتب من مركز قوة.
أما الأمور التي تنقصه:
1/ فمنها: أنه تلعثم في بعض الصفات، وهو لا تؤخذ من مثله العقيدة، ولو أنه من أهل السنة ومن السلف الصالح الذي ندعو لهم بكل خير ورحمة ونجاة عند الله.
2/ أنه قد اقتضب في بعض الآيات التي تحتاج إلى بسط، ويسهب في بعض الآيات التي تحتاج إلى اقتضاب، وهذا وجهة نظر لا أحكم نفسي في هذه المسألة؛ لأنها تقبل وجهات النظر، وحبذا أنه خرج الأحاديث التي يوردها، ولكنه يعتمد كثيراً على زاد المعاد لـ ابن القيم، وعلى تفسير ابن كثير فجزاه الله خيراً.