أما التفسير الرابع فهو تفسير الزمخشري المسمى بـ الكشاف والزمخشري عالم لغوي فذ من أكبر العلماء، وهو حجة في اللغة لكنه معتزلي الرأي، معتزلي الفكر، معتزلي المعتقد، وقد شنع على أهل السنة والجماعة وكتب قصيدة في أهل السنة والجماعة يقول:
لجماعة سموا هواهم سنة لجماعة حمر لعمري موكفة
فنزلوا عليه وردوا عليه مقابل ست قصائد سحقت قصيدته، ومن لطائف الحديث عن الزمخشري أنه كان في طفولته يربط طائراً في بيته - وهذا استطراد ولطائف حتى تدبج الجلسة- فأتى هذا الطائر فاقتطع الحبل فنشبت رجله فانقطعت مع الحبل وذهب الطائر برجل واحدة.
قالت أم الزمخشري له: قطع الله رجلك كما قطعت رجل هذا الطائر، فذهب فوقع في ثلج في طريقه إلى مكة فتجمدت رجله فبترت من فخذه، فأصبح على رجل واحدة وجاور بيت الله في مكة ولذلك قال الراثي له:
وأرض مكة تذري الدمع مقلتها حزناً لمرحل جار الله محمود
أو كما قال، والرجل هذا فيه خبايا ودسائس وقد ناصر عقائد الاعتزال وأظهرها في كتابه، وشحن بها الكشاف، وميزة الكشاف: أنه كتاب لغة وأنه حجة في اللغة، وأن له إيرادات ونكت عجيبة ومسامير إذا دخلت في التاج أحكمت الصنعة، لكن في اللغة واللطائف، وهو صاحب إشراقات في باب البديع والبيان.
ومثالبه:
1/ الرجل ليس بحجة في الحديث النبوي، فبضاعته في الحديث مزجاة {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ} [يوسف:88].
2/ الرجل على عقيدة الاعتزال.
3/ لم يُوفِ بعض الآيات حقها من البسط والبيان كما فعل غيره كـ القرطبي، ولكن حسنته في البديع والبيان والنحو.