Q إن أحدنا ليعمل العمل الصالح يريد به وجه الله, ولكن إبليس ما يلبث أن يداخل إخلاصه بعدة نوايا, ومنها السمعة، حتى يخشى على عمله ونفسه, فما العلاج لهذا الداء؟
صلى الله عليه وسلم كل مسلم في الغالب يجد هذا الأمر الذي سأل عنه الأخ, فإنه قد يقصد وجه الله والإخلاص, فترد عليه واردات, وتتداعى عليه أمور حتى يذهب ما به من إخلاص, ويقصد أموراً أخرى, فواجبه أن يكون من أول الطريق صادقاً مع الله ومخلصاً له, وقد قال أهل العلم: لا يضره العارضات والواردات, وممن اختار ذلك: ابن تيمية وابن جرير الطبري، كما ذكر ابن حجر في فتح الباري في كتاب الجهاد, فقد عقد البخاري باب: (إنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم) ثم أتى بحديث أبي موسى: {قالوا: يا رسول الله! الرجل يقاتل ليرى مكانه, والرجل يقاتل ليسمع, والرجل ليحمد فأي ذلك في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله} فأتى بهذا الوارد, ونقل عن ابن جرير أن كلام أهل العلم ينص على أن من سلك الطريق في أولها مخلصاً لله, فلا تضره الواردات وتلبيسات إبليس التي لا بد أن ترد على كل عبد.
فأنا أوصيك أن تقصد وجه الله في أول الطريق, ولن تضرك هذه الوساوس والخطرات؛ فإن الشيطان بالمرصاد, يأتي للمصلي الخاشع, فيقول: إنما تصلي رياءً, ويأتي للداعية المتكلم, فيقول: إنما تتكلم رياءً وشهرةً, ولو صدقه كل أحد لتعطلت المنابر والحلقات, وتعطل النسك، وتعطلت النوافل والطاعات, فنعوذ بالله من تلبيسه, ونعوذ بالله من مداخله.
فعليك أن تصدق مع الله وعليك بكثرة الدعاء, والله يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.