هؤلاء صدقوا مع الله عز وجل, وعلم الله صدقهم وإخلاصهم فوفقهم للصدق, وينافي ذلك الرياء نعوذ بالله من الرياء!
روى أهل الحديث بسند حسن عن معاذ رضي الله عنه وأرضاه {أنه وقف عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى, ومرّ به عمر فقال: ما لك يا معاذ؟ قال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكاني.
قال: وما هو؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: طوبى للأخفياء الأغنياء الذين إذا حضروا لم يعرفوا, وإذا غابوا لم يفتقدوا} فكانوا يذمون الشهرة التي يقصد منها الرياء والسمعة؛ لأنها تنافي الإخلاص, ولأن من يطلب ما عند الله عز وجل لا يلتفت إلى ما عند الناس.
وجاء عند ابن ماجة من حديث أبي هريرة بسند حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ليأتين أقوام يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباءً منثوراً.
فقلنا: يا رسول الله! أمسلمون هم؟ قال: مسلمون.
قلنا: أيصلون؟ قال: يصلون ويحجون ويعتمرون, ولهم من الليل مثلما لكم, لكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها} أمام الناس عباد وزهاد ونساك, ولكنهم ذئاب في الظلام.
وإذا خلوت بريبة في ظلمة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني